كيف تفوز بتقييم إيجابي؟
في البداية؛ لماذا ينبغي عليك الفوز بتقييم إيجابي؟ انظر حولك في كل مكان على شبكة الإنترنت، ستجد سيادة ثقافة “التقييمات” في مواقع التسوق وعلى الشبكات الاجتماعية، ومنصة مستقل -أكبر منصة عمل حر عربية- ليست بعيدة عن ذلك. تبني التقييمات الثقة في سوق العمل الحر، وتعزز من القرار الذي يتخذه صاحب المشروع بالعمل معك من عدمه. تخبر عنك لا منك وتمثل شهادة جودة لعملك.
إذا أردت تجنب التعامل مع التقييم السلبي كليًا، والحصول على تقييم إيجابي فعليك -بجانب الإتقان وبديهيات العمل المعروفة- التعامل مع صاحب المشروع على أنك شريك لنجاحه. بالطبع أنت متخصص في مجالك وتملك خبرة به ومعرفة بالمهنة قد لا يتمتع بها صاحب المشروع وهو ما دفعه إلى توظيفك.
لكن غالبية العملاء هم رواد أعمال أو مديرو مشروعات تغطي مسئوليتهم إدارة فريق وإصدار منتج أو خدمة تحتاج إلى النمو بمتطلبات خاصة. يعمل صاحب المشروع على العديد من المهام بالتوازي ويشعر بالضغط من ضرورة تحقيق النجاح. لذلك يبحث عمن يساعده في التحسين والبناء على ما أنجزه حتى الآن.
ورغم تشوش رؤيته وتعارض الآراء بينكما والتوتر في بعض الأحيان، لا تزال احتياجاته -وإن بدت غير وجيهة لك- تستحق الأولوية لأنه هو صاحب المشروع. كما أشرت كن شريكًا لنجاحه، تعاطف معه وانظر إلى الأمور من وجهة نظره، اطرح الأسئلة على العميل لتلافي أي معوقات قبل العمل، ثم اعمل وفقًا لمتطلباته بدلًا من التغريد بمفردك خارج السرب.
ستؤدي النتيجة النهائية للعمل بهذه الذهنية إلى زيادة إنتاجية المشروع وبناء علاقة عمل جيدة مؤهلة للاستمرارية. يعقبها سؤال على شاكلة: هل لديك الوقت للعمل على مشروع آخر؟ الذي يسعد به كل المستقلين والدليل الدامغ على إتمامك المهمة بامتياز.
وإذا كنت تبذل قصارى جهدك، لكنك تعرضت لظروف طارئة خارجة عن إرادتك قد تجعل النتيجة النهائية للمشروع لن ترق للمستوى المطلوب. فلديك إجراء استباقي وهو أن تخبر صاحب المشروع بصراحة، لعله يضع الأمر في حسبانه عند تقييم تجربة العمل بينكما.
كيفية التعامل مع التقييمات السلبية
1. لا ترد على الفور
يخبرنا علماء النفس بأن المشاعر القوية التي تعصف بهدوء الإنسان كالانزعاج والتوتر والقلق تخفِّض معدل الذكاء من 10 إلى 15 نقطة دفعة واحدة. ما يجعل التمهل والتروي بعد الحصول على تقييم سلبي أمرًا لا غنى عنه لتجنب اتخاذ قرار خاطئ، ومن أجل الوصول إلى ردة الفعل الصائبة.
لا تأخذ المراجعة السيئة على محمل شخصي أو تنظر لها كإهانة لك وانتقاص من مشوارك الوظيفي الحافل. اقرأ التعليق على مهل، واتركه لبعض الوقت ثم أعد قرائته، وتأكد من أنك تفهم جيدًا سبب عدم رضا العميل. قد يكون الأمر خارج عن إرادتك أو يتطلب الأمر تعديل بسيط لاصلاح الخطأ. لذلك عد خطوة إلى الوراء وانظر للأمور بموضوعية، وفكر بشكل استراتيجي في الخطوة التالية.
2. اكتب ردًا دبلوماسيًا
يمكنّك موقع مستقل من ترك رد على تقييم العميل ورأيه، ضع في حسبانك هنا أنك إذا قررت الرد فينبغي أن تسلك الطريق الدبلوماسي، ففي النهاية كل ما ستكتبه سيبقى في ملفك الشخصي ليطلع عليه عملاؤك القادمون المحتملون. إذا شعرت بالغبن وأن التقييم الذي حصلت عليه لم يكن عادلًا، اكتب ردًا يتضمن الحقائق بأسلوب مهذب ولهجة إيجابية. ضع في ذهنك في أثناء التعامل مع التقييم السلبي وكتابة الرد أنك تُسمِع القاريء الغريب؛ لا صاحب المشروع الذي ستتمكن من التواصل معه بحرية كما سنرى لاحقًا.
لذلك صف ما حدث باختصار بطريقة متوازنة ومعقولة تنم عن اتزانك وسعة صدرك. ولمزيد من التروي أعد قراءة ردك قبل نشره بحثًا عن أي أخطاء مثل ألفاظ انفعالية أو عبارات سلبية.
على سبيل المثال: “لا شك أن التقييم خالف توقعاتي. حرصت على إخراج العمل بالشكل الأمثل، وأجريت التعديلات التي طلبتها، ولكن طلب أعمال إضافية كان هو نقطة الخلاف التي لم نتفق حولها. على سبيل الإنصاف كانت هذه الأعمال الإضافية أعمالًا كبيرة تتطلب مشروعًا مستقلًا بميزانية جديدة. على أي حال أرجو لكلينا التوفيق.”
3. تعلم من التقييم السلبي
فكِّر في التقييمات السلبية على أنها فرصة للنمو والتقدم خطوة للأمام. ارتدِ شارة القاضي الموضوعي وانظر للموقف كطرف ثالث. فمثلًا قد تحتاج إلى التواصل مع عملائك بشكل أكبر وأكثر فعالية، ربما تحتاج إلى تقليل عدد المشاريع التي تعمل عليها في الوقت نفسه.
كن جريئًا في نقد ذاتك، واسع إلى العمل على التحسينات المطلوبة. إذا كانت رؤيتك مشوشة استشر شخصًا تثق في رأيه واعرض عليه ما حدث واطلب منه إفادته برأيه الأمين ليخبرك عن جوانب التقصير بوضوح. لاحظ الجوانب التي يتكرر حصولك على تقييم سيء فيها لأن ذلك يعني أنك بحاجة حقيقية للعمل عليها وتحسينها.
4. حسّن تقييمك العام
الطريقة الأكثر فعالية في التعامل مع التقييمات السلبية وتجاوز أثرها هي تحسين التقييم الكلي لك. التقييم العام الذي يظهر في أماكن عديدة مهمة مثل العروض والملف الشخصي يتم حسابه كمحصلة للتقييمات التي حصلت عليها عن مجمل مشاريعك السابقة.
لذلك إذا كنت في محل للاختيار بين العمل على مشاريع صغيرة وأخرى كبيرة، فالاختيار الأنسب لتحسين تقييمك الكلي هو اختيار العمل على المشاريع الصغيرة. المشاريع الصغيرة هي بمنزلة انتصارات سريعة يمكنك تحقيقها للحصول على تقييم إيجابي من عدد كبير من أصحاب المشاريع فيتحسن التقييم الكلي خلال وقت وجيز وتستعيد ثقتك بنفسك.
كنصيحة إضافية، لاحظ التقييمات التي منحها صاحب المشروع للمستقلين الذين عمل معهم سابقًا من ملفه الشخصي، فقد تجد أن معظمها كان تقييمات إيجابية ما يعني أنه عميل ودود يعرف ماذا يريد جيدًا وغالبًا ما ستكون تجربة العمل معه تجربة سلسة.
5. فتّش في مشروعاتك القديمة
هناك الكثير من المشروعات التي لا يهتم أصحابها بترك تقييم للمستقل ربما بسبب النسيان أو لأن الأمر لا يعنيهم. ابحث في مشروعاتك السابقة عن المشاريع التي لم تحصل على تقييم وفي الوقت ذاته تربطك بصاحب المشروع علاقة جيدة، ربما تم التعاون بينكما في أكثر من مشروع ما يعني أنك تثق في رأيه الإيجابي عن تجربة العمل معك.
راسل صاحب المشروع -إذا كان عمر المشروع أقل من 30 يومًا لكي تكون خاصية المراسلة مفعلة- واطلب منه أن يترك تقييم إيجابي إذا رأى أنك تستحقه كي يساعدك على تحسين تقييمك العام ودعمك على الموقع. ولا تعمل بهذه النصيحة إذا كان لديك شك في رأي صاحب المشروع لكى لا تأتي بنتيجة عكسية.
6. انسَ ما حدث
إذا لم يكن هناك شيء يمكنك القيام به بعد الخطوات السابقة، فيجب عليك أن تقبل ما حدث وتنساه. أنت تثق في قدراتك وأدائك وهذا هو الشيء الحقيقي المهم بعد كل ما جرى. انفض عنك غبار المشاعر السلبية، واستمر في طريقك، ولن يمر وقت طويل قبل أن تجد عملاء جدد متعاونين يعاملونك بتقدير أكبر ويفهمون قيمة ما تقدمه.