يزخر عالم الأعمال بالعديد من القصص الشبابية الناجحة، حتى يظن البعض أن أي محاولة متقدمة في السن هي محاولة خاسرة لا فائدة منها. ولكن الواقع مغاير لذلك تمامًا. ففي الحقيقة يمتلئ عالم الأعمال بالعديد من قصص النجاح المدهشة لأشخاص تعدوا حاجز الأربعين والستين من العمر وأمتعونا بقصص نجاحهم حتى الآن.

مهما كان عمرك، فإن الأوان لم يفت بعد؛ لأنه في أي وقت وخلال أي نقطة من حياتك، يمكنك دائمًا الحصول على فرصة لإحداث فرق – جورج إليوت

1. بيتر روجيت Peter Roget

عانى بيتر روجيت خلال فترة حياته العديد من الأحداث المأساوية، كموت والده ووفاة زوجته في عمر مبكر وانتحار عمه المقرب. ما جعله يلجأ إلى العديد من الأساليب الدفاعية للهرب من مرض الوسواس القهري الذي لاحقه باستمرار، فما كان منه إلاّ أن وجد في تسجيل الكلمات المتشابهة في قوائم أسلوبًا مريحًا لتخفيف معاناته النفسية.

وبالرغم من نجاحات بيتر في مجال الطب والأبحاث، إلا أن شهرته الحقيقة قد أتته من هذه الحيلة النفسية تحديدًا، وذلك عندما قرر التقاعد نهائيًا وتجميع قوائم الكلمات في كتاب جامع، بحيث يتم ترتيبها ترتيبًا أبجديًا بناءً على الأحرف الأولى منها، ليقدم بذلك أولى القواميس العالمية التي ما زالت مستمرة حتى الآن ليكون مثال يحتذى به للنجاح رغم الصعاب التي واجهها.

2. دونالد فيشر Donald Fisher

بدأت قصة نجاح دونالد فيشر كرجل أعمال عن طريق المصادفة، فموقف عابر قد واجهه في أثناء تبضعه في متاجر LEVI’S الشهيرة جعله يفكر في افتتاح متجره الخاص، الذي سيصبح لاحقًا واحدًا من أكبر العلامات التجارية في العالم.

خلال فترة الستينيات كان من الشائع عدم وجود جميع المقاسات الخاصة بالبناطيل في متجر واحد. ما جعل فيشر يعاني من أجل اختيار بنطلون يناسبه، مما جعله يقترح على العلامة التجارية ليفايس LEVI’S بيع جميع مقاسات البناطيل في متجره الخاص، ما رحبت به ليفايس بشدة وساندته. وبمرور الوقت، تحول متجر التجزئة الصغير إلى علامة تجارية كبرى في صنع وتصميم الملابس تسمى GAP.

3. فرانك ماكورت Frank McCourt

يمكنك أن تصنع شيئًا جيدًا مهما كانت الظروف المحيطة

واحدة من قصص أشخاص ناجحين تعدوا الأربعين أيضًا هي قصة فرانك ماكورت الذي ذاعت شهرته بعد سن الخامسة والستين، حيث أصدر حينها روايته الشهيرة رماد الملائكة «Angela’s Ashes» التي نال عنها جائزتي بوليتزر وجائزة رابطة النقاد الوطنية الأمريكية.

حياة فرانك قبل هذا العمر كانت تدور حول عمله بالتدريس وعائلته فقط، إلى أن أُحيل للتقاعد ليتفرغ لكتابة عمله الأدبي المميز، الذي تحول بعد ذلك إلى فيلم سينمائي شهير. ولم تتوقف إسهامات ماكورت عند رماد الملائكة فقط، بل قدم للعالم العديد من الأعمال الأدبية كـ «كيف هي أمريكا» 1999م، «المدرس» 2005م، وغيرها من الأعمال التي جعلت اسمه يُطلق على العديد من المتاحف والأماكن الهامة تكريمًا له.

4. ستان لي Stan Lee

عندما كتبت قصصي المصورة، كل ما كنت أرغب فيه هو أن يتم بيعها لكي أحتفظ بعملي وأن أستمر في دفع الإيجار، ولم أكن أتخيل أبدًا خلال مليون سنة أن الوضع سيصبح كما هو الآن

ستان لي هو مبتكر عالم مارفل الأسطوري Marvel، حيث استطاع في عيد ميلاده الـ 39 أن يُخرِج للعالم أول محاولاته الإبداعية في هيئة القصة المصورة الشهيرة «الرائعون الأربعة» The Fantastic Four. ثم بعد ذلك خلق العديد من الشخصيات الخيالية مثل: سبيدر مان Spider Man، وإكس مِن X-MEN، وثور THOR، وكذلك شخصيات المنتقمون The Avengers ذائعة الصيت.

السبب الأساسي لشهرة ستان لي كونه أعطى القصص المصورة بُعدًا أكثر تعقيدًا، حيث جعل العديد من شخصيات الأبطال، تحمل العديد من المعاني والمفاهيم العميقة التي تعكس صعوبات العالم الخارجي. مما جعل الشباب يتعلق بالعالم الذي صنعه لهم، ويشيعنه بالكثير من الأسى والحزن عند إعلان وفاته.

5. الكولونيل هارلاند ديفيد ساندرز Harland David Colonel Sanders

جاءت شهرة قصة نجاح الكولونيل ساندرز في عمر الـ 62 وذلك حينما أسس سلسلة المطاعم الشهيرة كنتاكي في عام 1952م. بدأت مهارات ساندرز في إعداد الطعام منذ سن السادسة، حيث أعتاد أن يقوم بتحضير الطعام لإخوته في أثناء ذهاب والدته إلى العمل، وعندما وصل إلى سن الـ 39 قرر فتح مطعمه الخاص ولكن تجربته الأولى باءت بالفشل واضطر إلى بيع المطعم. ومع رفض العديد من المطاعم شراء خلطته السرية قرر ساندرز افتتاح مطعمه مرة ثانية في ولاية كنتاكي في عمر الـ 62، الذي استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا بفضل دجاجه المحضر بـ 11 نوع من البهارات السرية، والمعد في زمن قياسي يصل إلى 9 دقائق.

6. سام والتون Sam Walton

نتيجة للكساد المالي الكبير الذي أصاب الولايات المتحدة في أشد فترات القرن العشرين حساسية، قرر سام والتون مساندة عائلته بالعمل في العديد من الوظائف، ما جعل البعض يطلق عليه لقب «الفتى متعدد الاستخدامات» من كثرة الأعمال التي احترفها. فلقد عمل في حلب الأبقار وتعليب الألبان، وتوزيع الصحف، وكذلك كمراقب للسجون وكسكرتير خاص.

حاول سام والتون خلال فترة حياته إدارة العديد من المتاجر. ولكن، محاولاته جميعًا باءت بالفشل، حتى قرر التعلم من خبراته هذه واستغلالها في افتتاح متجره الشهير وول مارت. قامت فكرته على بيع المنتجات المختلفة بأسعار مناسبة وأقل (في ذات الوقت) من سعر السوق، ما جعله يتصدر مبيعات السوق بسهولة، ويصبح في وقتٍ قصير واحدًا من أفضل العلامات التجارية في العالم.

7. جوليا تشايلد Julia Child

عند ذكر قصص أشخاص ناجحين فإنه يجب ذكر قصة جوليا تشايلد الطاهية الشهيرة بشغفها بكل ما يتعلق بالأطباق الفرنسية. ترجع شهرة تشايلد إلى عكوفها على دراسة كل ما يتعلق بالمأكولات الفرنسية، ما جعلها تصدر كتابًا ضخمًا يتناول جميع الوصفات والنصائح للمطبخ الفرنسي. حقق كتابها نجاحًا هائلًا في عمر الـ 53 مما جعل الكثير من شبكات التلفزيون تتهافت لعقد اللقاءات الحوارية معها، حتى أصبحت واحدة من أهم الوجوه الأمريكية في التلفزيون.

8. هنري فورد Henry Ford

اهتم فورد من صغره بصناعة وتطوير السيارات، وهو ما استمر معه حتى وصل إلى سن الـ 45 حيث أسس شركته الخاصة فورد التي اشتهرت حينذاك ببيعها للسيارات الفاخرة بأسعار تكون قريبة من قدرة الطبقات المتوسطة. وحتى يخفض فورد أسعار منتجاته، ابتكر العديد من الطرق لتقصير فترات تجميع السيارات وتركيبها، حيث نجح في عام 1914م إلى تقليص عدد تلك الساعات من 12.5 ساعة إلى ساعة ونصف فقط.

9. موموفوكو أندو Momofuku-Ando

من أبرز قصص النجاح قصة أندو وهو رجل أعمال ياباني عانى الصدمات المالية خلال حياته المهنية. حيث تعرضت شركته الخاصة ببيع الملابس للسرقة، وأثناء محاولته لمتابعة سير القضية تعرض خطأ للاعتقال، وعندما خرج من السجن بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، وجد أن الحرب قد تمكنت من مصنعه وهدمته. فقرر أن يحول مسار عمله إلى البنوك، فأنشأ بنكه الخاص الذي تعرض للإفلاس هو الآخر إثر دخوله السجن بسبب أخطاء في الحسابات. كثرة الصدمات التي تلقاها أندو لم تثنيه لإيقاف البحث عن مجال يبرع فيه، حتى وجد ضالته في عمر الـ 48 عندما تمكن هو وزوجته من اختراع الشعرية سريعة التحضير الشهيرة بالنودلز عام 1958م.

10. روبن تشيز Robin Chase

رائدة الأعمال الشهيرة روبن تشيز، بدأت حياتها المهنية في عمر الـ 42، حيث استطاعت أن تؤسس شركتها الناجحة ZIPCAR التي تمحورت فكرتها حول إتاحة السيارات لخدمات التأجير والتبادل المؤقت، ما نجح نجاحًا ساحقًا وجعل ثروتها تتزايد حتى وصلت إلى نصف مليار دولار في وقت قصير. وبالرغم من النجاح الذي حققته الشركة، باعتها تشيز لتتمكن من التفرغ لمساعدة الشركات الناشئة في التوسع والانتشار.

اترك تعليقاً