بالطبع هناك بعض العيوب من استخدام العائد على الاستثمار كمقياس داخل الشركة. ولا بد من الانتباه إليها جيدًا، حتى لا تؤثر سلبًا على الأداء المالي لشركتك، فيكون بإمكانك إدارتها والإبقاء فقط على فوائد العائد على الاستثمار. من أهم عيوب العائد على الاستثمار:
1. لا يظهر التدفق النقدي للشركة كجزء من العائد على الاستثمار

لا يركّز العائد على الاستثمار على التدفق النقدي (حركة الأموال داخل وخارج النشاط التجاري) كأحد العناصر بداخله. بالتالي، قد يكون من الصعب التأكد من دقة الأداء المالي بالاعتماد على حساب العائد على الاستثمار فقط.

مثلًا قد يكون هناك نشاط يولّد ROI بقيمة 10%، لكنّه يخسر التدفق النقدي وهذا ليس جيدًا. بينما هناك نشاط يولّد ROI بقيمة 5%، لكن ينتج عنه أداء أفضل. لذا، لا بد من استخدام العائد على الاستثمار إلى جانب مقاييس مالية أخرى، للوصول إلى الصورة الكاملة بشأن عملية إنفاق الأموال، بدلًا من فعل ذلك بمجرد المقارنة بين النسب التي لا توضح كل شيء.
2. يركّز عائد الاستثمار على النجاح المالي فقط

يهتم العائد على الاستثمار بالتركيز على نجاح المشروع ماليًا فقط. مثلًا إذا قررت الاستثمار في تطوير الأدوات والتكنولوجيا المستخدمة داخل الشركة، سيترتب على ذلك تراجع قيمة العائد على الاستثمار، رغم مساهمة هذا القرار في تحسين أداء عمل الموظفين والشركة إجمالًا.

لذا، من المهم عدم التأثر فقط بقيمة الـ ROI النهائية، بل النظر إلى الفوائد الأخرى غير المالية التي تحصل عليها الشركة، والاهتمام بها بالقدر ذاته. فالاستثمار في تحسين أداء الشركة هو أمر مهم، وفي النهاية سيؤدي إلى زيادة العائد على الاستثمار، لكن يحتاج إلى بعض الوقت.

خطوات لتحسين معدل العائد على الاستثمار

تعتمد قيمة العائد على الاستثمار على طبيعة العمل التجاري، لكن الشيء المشترك بين الجميع هو الرغبة في تحسين هذه القيمة، إذ يبحث الكل عن طرق لتحقيق المزيد من الأرباح. يمكن تحسين المعدل من خلال الخطوات الأربعة التالية:

الخطوة الأولى: الانتباه إلى عامل الوقت

واحدة من مشكلات العائد على الاستثمار هي تجاهله لعامل الوقت بصفة عامة. لذا، من المهم الحرص على الانتباه لعامل الوقت في أثناء التخطيط لنتائج العائد على الاستثمار للأنشطة المختلفة. لا تكتفي بوضع قيمة ROI دون تحديد للوقت، بل دائمًا ضع التطبيق في إطار زمني واضح ومحدد يمكن الوصول إليه. مثلًا التركيز على تحقيق العائد على الاستثمار بقيمة 10% خلال السنة القادمة.

من المهم أيضًا الانتباه إلى العوامل التي تتغير مع مرور الوقت، مثل أسعار الفائدة. إذا تجاهلت أثر هذه الأرقام، ستكون النتيجة هي أنّ حساب العائد لن يكون دقيقًا بالقدر الكافي. لذا، فكّر في هامش لهذه الزيادات المحتملة، وأضفها كجزء من التكاليف. أو على الأقل ضع هذه الزيادة في حسبانك، مع الانتباه لأثرها على أدائك المالي.

الخطوة الثانية: التعلم من التجارب السابقة

في النهاية العائد على الاستثمار هو مقياس يعتمد على التنبؤات. بالتالي قد لا تكون الأرقام دقيقة دائمًا، لكنّها تحاول تقريب النتيجة من الواقع قدر الإمكان. لذا، لا تجعل هدفك هو فقط تسجيل العائد على الاستثمار المتوقع، بل حاول تطوير طريقة التنبؤ، لتكون ملائمة للواقع لأقصى درجة، فلا تجد اختلافات كبيرة في القيمة.

أحد أهم الطرق في سبيل ذلك، هو التعلم من تجاربك السابقة. مثلًا حلل أداء التسويق، وقارن بين التكاليف المدفوعة والنتائج المتحققة، وكم كانت نسبة الـ ROI من هذا التحليل. بناءً على هذه النتيجة، اتّخذ قرارك بشأن التوقعات المستقبلية، لتكون متفقة مع إمكانياتك والأموال المخصصة لهذا النشاط. مع الاستفادة من القيم السابقة في تحسين الأداء المستقبلي، مثلًا زيادة الاستثمار، لتحقيق المزيد من الأرباح.

الخطوة الثالثة: التفكير بطريقة شمولية

يركّز العائد على الاستثمار على الأداء المالي، لكن لا يعني ذلك تجاهل بقية الأمور التي تؤثر على النشاط التجاري. لذا، احرص دائمًا على الموازنة بين القرارات التي تأخذها، ولا تسعى فقط إلى نسبة ROI عالية على المدى القريب، بل فكّر إذا كان بالإمكان استثمار الأموال في أنشطة أخرى لإدخال المزيد من التحسينات لتطوير الأداء. بالتالي، يمكنك في المستقبل تحقيق عائد على الاستثمار بقيم كبيرة.

كذلك، حاول الاستفادة من مزايا العائد على الاستثمار وقابلية تنفيذه لمختلف الأنشطة، من خلال الحرص على توقع نسبة ROI لكل نشاط داخل الشركة. مثل: المبيعات، المشتريات، العمليات، المحتوى، وغيرها من الأنشطة. بالتالي، يكون لديك تركيز على تحسين جميع جوانب الأداء التي تتعلق بالقرارات المالية.

عندما ترغب في تحليل الأداء، أو اتّخاذ قرارات تطويرية، حلل جميع النسب الخاصة بأنشطتك، وحاول معرفة أثر كل واحدة في العائد على الاستثمار الحالي. ثم اتّخذ القرارات الصحيحة، سواءً تطوير أحد الأنشطة التي وجدت أنّ أثرها هو الأكبر، أو إدخال تعديلات على جميع الأنشطة، فتضمن أنّ مجهوداتك موجّهة في الجوانب الصحيحة طوال الوقت.

على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم كتابة الإعلانات كأحد الاستراتيجيات التسويقية لتحقيق المبيعات. إذا وجدت أنّ هناك مشكلة في أداء الإعلانات مثلًا، وأنّ نسبة الـ ROI الناتجة عنها منخفضة. ارجع إلى محتوى هذه الإعلانات، للتفكير بالتعديلات المناسبة. كإجراء تطوير لأسلوب صياغة الدعوة إلى الإجراء CTA، ثم متابعة الأداء وتحليله، لمعرفة النتيجة المترتبة على هذا التغيير.

الخطوة الرابعة: التركيز على تحسين أداء الفريق

يمكن زيادة معدل العائد على الاستثمار، من خلال تحسين أداء الفريق المسئول عن مختلف الأنشطة في المشروع. إذ عندما يبذل الأشخاص مجهودات أفضل، سيترتب على ذلك تحسن في الإنتاجية، التي تترجم في هيئة المزيد من الإنتاج أو المبيعات.

لذا، فكّر بشأن الطرق التي تساعد في تحسين أداء الفريق، سواءً إضافة المزيد من الكوادر الناجحة، أو استخدام أدوات تساهم في تعزيز الإنتاجية، أو غيرها من الطرق. يمكنك دائمًا توظيف المحترفين في التسويق والمبيعات من موقع مستقل، لمساعدتك في تنفيذ أفكار تسويقية إبداعية، تؤدي إلى تحقيق المزيد من المبيعات، وتضمن من خلالها زيادة العائد على الاستثمار.

اترك تعليقاً