يعتمد جزء كبير من نجاح ريادة الأعمال على امتلاك رواد الأعمال للصفات المناسبة لذلك، فالعمل في ريادة الأعمال يمتلئ بالتحديات والصعوبات، ولا يوجد شيء يساهم في تخطي كل هذا أكثر من وجود الصفات المناسبة للتعامل مع جميع المواقف. من أهم صفات رائد الأعمال الناجح:

القدرة على المخاطرة والشعور بالتفاؤل

من أهم صفات رائد الأعمال الناجح هي قدرته على المخاطرة واستثمار الفرص المتاحة له. بالنسبة لرائد الأعمال لا يتضمن ذلك مخاطرة عشوائية بالطبع، فالمخاطرة ليست هدفًا في ذاتها، لكن يحتاج الأمر إلى تخطيط وتفكير عميق من أجل اتخاذ القرار الصحيح.

يتطلب فعل ذلك امتلاك قدرًا من التفاؤل، إذ يشعر رائد الأعمال بالكثير من الضغوطات، وبالتالي قد يجعله ذلك يشعر بقدر من الإحباط أو الخوف المستمر. لذا، يؤدي وجود التفاؤل إلى تحسين حالة رائد الأعمال، ويجعله أكثر تركيزًا وتقبلًا للأحداث المختلفة التي يواجهها في أثناء محاولة تنفيذ أفكاره.

امتلاك المرونة باستمرار

تواجه ريادة الأعمال تغيرات مستمرة، بالتالي يحتاج رائد الأعمال إلى امتلاك القدرة على التعامل مع هذه المتغيرات بالطريقة الصحيحة، ويبدأ ذلك من خلال الاستجابة لها. حتى يقدر رائد الأعمال على فعل ذلك بنجاح، فهو يحتاج إلى امتلاك المرونة الكافية.

لذا، تعد المرونة من أهم صفات رائد الأعمال الناجح، فهي تمكنه من التكيف مع المتغيرات سريعًا، والبدء في إجراء التعديلات المطلوبة على عمله. بدون المرونة سيصاب رائد الأعمال بالجمود الذي يعيقه عن المضيّ قدمًا نحو تحقيق أهداف مشروعه.

التمتع بالعقلية النامية لا عقلية الجمود

يدور كل شيء في ريادة الأعمال حول العقلية المناسبة، فلا بد من امتلاكك دائمًا للعقلية النامية (Growth Mindset) التي تساعدك على التعامل مع الأحداث المختلفة، لا عقلية الجمود (Fixed Mindset) التي تجعلك تنظر إلى الأمور بالطريقة ذاتها باستمرار، وقد تعيقك عن التعلم من التجارب التي تخوضها، وتظن أنّك قد بلغت أعلى المستويات ولا تحتاج إلى التعلم، أو الاستماع إلى النقد الموجه إلى فكرتك.

تتيح لك العقلية النامية تقبل التقييمات السلبية أو التعليقات الرافضة لمشروعك، وهو أمر يتكرر كثيرًا بالطبع في ريادة الأعمال، فلا يجب لرائد الأعمال توقع حصوله على تمويل في كل مرة يتحدث بها مع مستثمر، بل قد يكثر الرفض نتيجة للعديد من العوامل. بالتالي يحتاج رائد الأعمال ألّا يأخذ الأمور على محمل شخصي، مع محاولة استيعاب النقد الموجه إلى فكرته والعمل على تطويرها، والتركيز على التعلم والتطور المستمر.

الشغف وامتلاك رؤية حقيقية

من أهم صفات رائد الأعمال الناجح هي امتلاكه للشغف نحو الفكرة. بالطبع الشغف ليس هو كل شيء، ولا يجب أن يكون هو الدافع الوحيد لتنفيذ الأفكار، إذ لا بد من الاهتمام بجميع أساسيات ريادة الأعمال. لكن في الوقت ذاته، يحتاج رائد الأعمال إلى الدافع نحو الاستمرار في مواجهة التجارب الفاشلة والتحديات التي قد تواجهه في أثناء محاولاته المستمرة.

لذا، من الجيد الربط بين الشغف والرؤية الحقيقية، إذ تمثل الرؤية خارطة الطريق التي يسير عليها رائد الأعمال، وتجعله يدرك الخطوات المطلوبة لتنفيذ فكرته. فكلّما واجه تجربة فاشلة، يتعلم الدروس المستفادة منها، ثم يعود إلى المحاولة مرة أخرى، إذ تساعده الرؤية على معرفة ما يريده من المشروع، فيقدر على التحرك بطريقة صحيحة، ولا يكرر الأخطاء السابقة.

4. أنواع رواد الأعمال

يشترك رواد الأعمال في الجزئيات الثلاثة الماضية، فهي تمثل أمور أساسية يحتاجون إليها للنجاح في تنفيذ الأعمال المختلفة. لكنّهم يختلفون فيما بينهم في أنواع رواد الأعمال واختلاف طريقة عمل كلٌ منهم. من أشهر أنواع رواد الأعمال:

المبتكرون (Innovators)

يركّز هذا النوع من رواد الأعمال على محاولة خلق أفكار جديدة كليًا، أو التركيز على الابتكار في طريقة التسويق أو قنوات الوصول إلى العملاء. عندما يصلون إلى أفكارهم المبتكرة، يعملون على تحويلها إلى مشروع ناجح.

المكافحون (Hustlers)

يركّز هذا النوع من رواد الأعمال على إيجاد فرص للنمو والتوسع في الأفكار الحالية، فهم يكرسون مجهوداتهم في هذا الجانب لقيادة الأعمال التجارية نحو النجاح، ولا ينتظرون حتى تأتي الفرص المناسبة، بل يسعون إلى خلق هذه الفرص بالمجهود المستمر.

المقلدون (Imitators)

يعتمد هذا النوع من رواد الأعمال على إيجاد قيم مضافة في الأفكار المنفذة في الوقت الحالي، من خلال التفكير في الآلية المناسبة لتحسينها وإضافة خصائص جديدة لها، ثم طرح الفكرة مرة أخرى بعد التطوير في مشروع جديد.

الباحثون (Researchers)

يفضل هذا النوع من رواد الأعمال تكريس المجهودات لبحث الفكرة المختارة، فهم يحاولون تعويض المخاطرة بالبحث المستمر، وفحص جميع الجوانب الخاصة بالفكرة، في سبيل التأكد من إمكانية نجاح الفكرة قدر الإمكان عند تنفيذها.

المشترون (Buyers)

يعمل هذا النوع من رواد الأعمال كالمستثمرين في طبيعة عملهم، فهم يسعون إلى شراء المشاريع الريادية الناجحة باستمرار، وقيادتها نحو المزيد من النمو، بتوظيف الشخص المناسب لتولي هذه المشاريع، ويستفيدون من الأرباح التي تحققها هذه المشاريع، إلى جانب ثروتهم الحالية، من أجل شراء المزيد.

البائعون (The Short-Termers)

على عكس النوع الماضي، يفضل هذا النوع من رواد الأعمال إنشاء المشاريع على المدى القصير، من خلال تطوير أفكار متميزة تجذب المستثمرين والمشترين، ويبيعونها بالسعر الذي يحقق لهم الأرباح الكثيرة، ثم يستمرون في تكرار الأمر كلّما سنحت لهم الفرصة لإنشاء مشروع ريادي جديد.

الفرديون (The Solopreneurs)

يفضل هؤلاء الرواد العمل في ريادة الأعمال منفردين، فهم ينشئون مشاريع لا تحتاج إلى سواهم لتنفيذها، بالتالي فلا يملكون أي شركاء أو فريق للعمل لمساعدتهم على تنفيذ المهام المختلفة، لكنّهم يفعلون كل شيء في المشروع بأنفسهم.

الموظفون بعقلية ريادة الأعمال (The intrapreneurs)

هذا ليس نوعًا من رواد الأعمال الذين ينشئون أعمالًا خاصة بهم، لكنّه يشير إلى الموظفين الذين يتمتعون بعقلية ريادة الأعمال، ويهتمون بتطبيق مبادئها في شركاتهم الحالية. مثلًا يسعون إلى تطوير طريقة العمل في الشركة، أو تنفيذ أفكار جديدة داخلها اعتمادًا على مبادئ ريادة الأعمال.

اترك تعليقاً