التفكير الاستراتيجي لا يعدّ مثل بقيّة الأساليب الإدارية التي يمكن دراستها وتطبيقها، بل أنه يتمحور كليًّا حول الخروج عن التفكير الجامد أو المقولب. لذلك لا يمكن وصف خطواته بشكلٍ واضح. في المقابل، يمكن صياغة سمات وخصائص للتفكير الاستراتيجي التي يجب أن يمتلكها كلّ رائد مشاريع، وهذه الخصائص هي:
أولًا: المبادرة

المفكر الاستراتيجي لا ينتظر الأوامر لينفّذها، بل هو يصنع القرارات التي سيسير عليها. على عكس التفكير المنمّط، فالأخير يهدف إلى التفكير بالخطوات واحدة تلو الأخرى من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة. أما الـ Strategic thinking، يهدف إلى رؤية المستقبل ومعرفة النتائج المرجوّة، ومن ثم التفكير بالقرارات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذا الهدف. فالمفكر الاستراتيجي يصنع المستقبل، لا يسير على الأوامر.
ثانيًا: المخاطرة

لكلّ منّا منطقة راحة، فكل القرارات المتّخذة تكون سهلة التطبيق ومضمونة النتائج، دون أخذ أي مخاطرة، على عكس التفكير الاستراتيجي الذي يحاول أخذ المخاطرة والمضي بها. ولكن شريطة الاستعداد لمواجهة أي نتائج متوقعة في المستقبل والقدرة على التغلب عليها، إذ تضيف المخاطرة قيمة إضافيّة وتزيد من قدرة المفكر على التعلم من التجارب الجديدة.
ثالثًا: الإبداع

لكلّ مشكلة حلّ، ولكن التفكير الاستراتيجي، لا يحاول حلّ المشكلات بالطرق العروفة، فهذه الطرق يمكن أن تحل المشكلة بشكل مؤقت أو مع أقلّ حد من الخسائر. أما الـ Strategic thinking يحاول التغلب على المشكلات عن طريق ابتكار الحلول الجديدة.

رغم أن هذه الحلول غالبًا ما تكون غريبة أو غير مطروحة بشكلٍ سابق، ولكن من أهم خصائص الـ Strategic thinking هو التفكير بالعواقب، لذلك فرغم ابتكار الحلول الجديدة، إلا أنها يجب أن تكون مترافقة مع القدرة على حلّ أي مشكلات تظهر في أثناء تطبيق الحلول.
رابعًا: التعلم المستمر

عوضًا عن الغوص في مجالٍ واحد فقط، يجب أن يمتلك المفكر الاستراتيجي القدرة على التعلم من كلّ ما حوله، ويكون على دراية بكل ما يجري حوله. فأي استراتيجية يجب أن تأخذ بالحسبان جميع العوامل المحيطة، وحجم الموارد المتاحة، إضافةً إلى المعرفة في النظام الإداري من أجل تطبيق الحلول السليمة.
خامسًا: المرونة

يُعدّ التمسك بالرأي وعدم المرونة بمنزلة العامل الأول لفشل أي عمليّة، لذلك تعدّ المرونة واحدة من أهم خصائص التفكير الاستراتيجي، أي أن الـ Strategic thinking يمكنه تغيير الخطة كاملةً في اللحظات الأخيرة من أجل السير بقرار أكثر صحّة. ومن واجبات المفكر الاستراتيجي وضع معايير الانحراف المعقولة في أثناء تنفيذ الخطّة، فالأهم في النهاية هو النجاح وليس الانحراف عن خطّ العمل.
سادسًا: بعد النظر

لا يهتم بتحقيق النتائج السريعة، فغالبًا ما تكون النتائج الفورية سريعة الزوال، لذلك يركّز التفكير الاستراتيجي على النجاح بعيد المدى عوضًا عن النجاح السريع الذي كان معيارًا لنجاح الإدارة سابقًا. لذلك لا يهتم التفكير الاستراتيجي بالخطط السريعة التي تهدف لإنقاذ المؤسسة أو العمل، بل يسعى للغوص إلى أعماق المشكلة والوقوف على حافّة الهاوية، قبل التمكّن من النهوض بالعمل مرّة أخرى.

اترك تعليقاً