أسباب تفاوت الذكاء من شخص لآخر

يُمكن قياس الذكاء وتعريفه بأكثر من طريقة، لكن عمومًا، تشتمل عناصر الذكاء على: القدرة على التفكير، والتخطيط، وحل المشكلات، والتفكير المجرّد، وفهم الأفكار المعقدة،[١] ويختلف الذكاء من شخص لآخر لأسباب متعددة، هي:

 

الأسباب الجينية

تُشير الدراسات إلى أنّ العوامل الجينية أو الوراثية تُشكّل ما يُقارب 50% من أسباب تفاوت الذكاء بين الأفراد، أي أنّ نصف ذكاء الفرد يُحدده علم الوراثة، بيما تحدّد العوامل البيئية النصف الآخر.[١]

 

وجديرٌ بالذكر أنّ وراثة الذكاء لا يُحدّدها جين ذكاء واحد، بل تأتي نتيجة تفاعلات معقدة بين مجموعة واسعة من الجينات، كل منها يُساهم بشكلٍ صغير في ذكاء الشخص.[١]

 

الأسباب الاجتماعية والاقتصادية

يُعتبر الوضع الاجتماعي والاقتصادي للعائلات من أسباب تفاوت الذكاء، والذي يُشار إليه بالرمز (SES)، وتُشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين ينتمون إلى عائلات ذات وضع اجتماعي واقتصادي أقل هناك احتمال أعلى لحصولهم على درجات أقل في اختبارات معدل الذكاء،[٢] وذلك للأسباب الآتية:

 

القدرة على الوصول إلى الموارد

تتمتع العائلات ذات الحالة الاجتماعية والاقتصادية الأفضل بقدرة أكبر على الوصول للموارد الضرورية، والكمالية أو الرفاهية المرغوبة من ناحية اقتصادية؛ فتوفّر لأطفالها الاحتياجات الأساسية المتمثلة في الطعام والملبس والمأوى والرعاية الصحية، إلى جانب فرص أفضل في التعلم والرعاية النهارية مقارنة بالأسر منخفضة المستوى في SES.[٢]

 

التمتع بالأمان والصحة الجيدة

إنّ الأطفال الذين يُحسّون بالأمان، ويحصلون على تغذية جيدة وراحة، ويتمتعون بصحة جيدة، ويُقدّر آباؤهم النمو الفكري لديهم، هم أكثر قدرة على توجيه طاقاتهم وانتباههم نحو المهام والاختبارات العقلية.[٢]

 

وعلى العكس من ذلك أولئك الأطفال الذين يشعرون بالخوف المستمر على سلامتهم، أو الجائعين أو المرضى أو المرهقين؛ إذ لا يمتلكون القدر ذاته من الطاقة أو الدافع لتعزيز النمو المعرفي.[٢]

 

توفّر الوقت الإضافي لبناء المهارات الفكرية

إنّ الآباء الذين يستطيعون تلبية احتياجات الأطفال الأساسية بسهولة يتمتعون بوقت أكثر يقضونه مع أبنائهم للّعب أو المساعدة في واجباتهم المدرسة أو بناء المهارات الفكرية وهو ما لا يستطيع توفيره الآباء الذين يكافحون لأجل تلبية الاحتياجات الأساسية.[٢]

 

الأسباب الأكاديمية

يُشير الباحثون إلى أنّ مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل في المدرسة يرتبط بشكلٍ وثيق بدرجات اختبار معدل الذكاء لديه؛ إذ إنّ المعلّم في المدرسة يُدرّب الأطفال على حل المشكلات، والإجابة بواقعية عن الأسئلة التي يطرحها، ويُعلّمهم مجموعة واسعة من المعرفة التي يُمكن أن تتكرر أو تتشابه مع الأسئلة في اختبارات الذكاء.[٢]

 

وبالتالي فإنّ الأطفال الذين يلتزمون بالدوام المدرسيّ وحضور الفصول الدراسية يمتلكون فرصةً أعلى لامتلاك معدّل ذكاء أكبر مقارنة بمن يتغيبون باستمرار.[٢]

 

وفي إحدى الدراسات، تم دراسة ما يزيد عن 600 ألف مشارك لمعرفة تأثير التعليم على مستوى الذكاء؛ ووُجد أنّ كل سنة إضافية من التعليم النظامي تزيد معدّل الذكاء عند المشاركين بنسبة 1 إلى 5 نقاط.[٣]

 

الأنشطة السلوكية

هناك العديد من الأنشطة السلوكية التي تجعل الذكاء عند أفراد أعلى منه عند آخرين، منها: أنشطة الذاكرة التي تعزز بدورها -إلى جانب الذاكرة- مهارات التفكير واللغة، وكذلك الأنشطة التي تنطوي على تعلّم لغات جديدة، وكذلك قراءة المزيد من الكتب التي تُساهم بمختلف مجالاتها في التطوّر المعرفي للإنسان.[

اترك تعليقاً