الخطوة الأولى: إعداد سيناريو وخطة الفيديو
تصوير الفيديو هو نصف العمل والنصف الآخر هو المونتاج والتحرير، وقد أصبح لزامًا أن ترفع معايير مقاطع الفيديو لكي تضمن أفضل فرصة للرواج والانتشار، وأول خطوة نحو ذلك هي إعداد خطة وسيناريو الفيديو، حيث ينبغي أن تكون لك رؤية مسبقة وتصور عام عن الفيديو والغرض منه والمشاعر التي تريد استثارتها في المشاهد.
المونتاج والتحرير لهما تأثير كبير على جودة الفيديو وفعاليته، فالمؤثرات البصرية والصوتية ومقدمة الفيديو والخطوط المستخدمة وطريقة الانتقال بين المشاهد يمكن أن تُنجِح الفيديو وتجعله ينتشر انتشارًا فيروسيًا، أو يمكن أن تجعله يبدو باهتًا وهاويًا.
عليك أن تخصص بعض الوقت لتفكر في خطة وسيناريو عام للفيديو لتضمن أن يكون الفيديو النهائي احترافيًا ومتسقًا يوصل الرسالة التي تريد إلى المشاهد في أحسن صورة. هذه بعض النقاط التي ينبغي أن تراعيها، حيث تساعدك على تحرير فيديو احترافي:
1. الشريحة المستهدفة
ينبغي أن تحدد الجمهور الذي تستهدفه فلكل جمهور خصوصياته، فمقاطع الفيديو الموجهة للشباب ينبغي أن تكون حيوية وسريعة، ومقاطع الفيديو الموجهة للنساء ينبغي أن تكون أنيقة ووضّاءة، أما مقاطع الفيديو الموجهة للأطفال فينبغي أن تكون بسيطة ذات طبيعة كرتونية قدر الإمكان من حيث الخطوط والمؤثرات، وصولًا للتعليق الصوتي.
معظم مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو مثل منصة اليوتيوب تتيح معلومات مفصلة عن المشاهدين، سواء من حيث أعمارهم ومناطق سكنهم والجنس واللغة، استخدم هذه المعلومات لتحديد الشريحة المستهدفة وبناءً على ذلك حسّن مقاطع الفيديو خاصتك لتلائم تلك الشريحة.
2. الهدف من الفيديو
يُستخدم الفيديو للعديد من الأغراض والأهداف، مثل التعليم أو التسويق وغير ذلك. ينبغي مراعاة الغرض من الفيديو أثناء المونتاج لضمان إيصال الرسالة وتحقيق الهدف من الفيديو بالشكل الأمثل. هذه بعض أهم أغراض الفيديو ومميزاتها:
- التعليم
مقاطع الفيديو التعليمية ينبغي أن تكون بسيطة ومباشرة وخالية من المؤثرات البصرية المبالغ فيها.
- الترفيه
مقاطع الفيديو ذات الطابع الترفيهي ينبغي أن تكون حيوية ومبهرة مليئة بالمؤثرات البصرية والصوتية الملفتة.
- التسويق
مقاطع الفيديو الموجهة للتسويق ينبغي أن تكون جدية ومركزة تُشعِر المشاهد بجدية المحتوى أو المنتج، وتُقنعه باتخاد إجراء معين مثل الشراء أو الاشتراك.
- فيديو عائلي
عادةً ما تكون مقاطع الفيديو العائلية والشخصية بسيطة، وعلى الأرجح كل ما تحتاجه هو تقطيع الفيديو وإضافة بعض المؤثرات البسيطة والنصوص إليه.
3. مدة الفيديو
ينبغي أن يكون لك تصور أولي عن مدة الفيديو، هذا مهم لتقدير المدة التي تحتاجها في المونتاج والتحرير. بالطبع ليس عليك أن تكرر هذه الخطوة في كل مرة تريد تحرير أحد مقاطع الفيديو، خصوصًا إن كنت تملك قناة على اليوتيوب أو حسابًا على الشبكات الاجتماعية وتنشر الكثير من الفيديوهات، وفي غالب الأحيان لن يكون عليك تصميم خطط مقاطع الفيديو إلا نادرًا، فعلى الأرجح أنّ مقاطع الفيديو التي تنشرها متشابهة وفي المجال نفسه وتستهدف الشريحة نفسها.
الخطوة الثانية: مشاهدة الفيديو
قد يبدو هذا بديهيًا، لكن أول شيء ينبغي فعله وقبل البدء في تحرير الفيديو هو مشاهدته، ويُفضل أن تشاهده أكثر من مرة، وفي كل مرة تشاهد الفيديو حاول أن تتخيل سيناريوهات جديدة لتقديم الفيديو، تخيل المؤثرات البصرية والصوتية في ذهنك، إن كان هناك تعليق صوتي في الفيديو فحاول أن تنطقه بصوت عال، فذلك سيساعدك على شحذ خيالك وتصور سيناريوهات جديدة.
اسأل نفسك وأنت تشاهد الفيديو أسئلة من قبيل: هل أضيف فاصلة في هذه اللحظة من الفيديو؟ هل أضيف نصًا توضيحيًا أم تعليقًا صوتيًا هنا؟ هل هذه اللقطة تناسبها مؤثرات بصرية معينة؟ هل وتيرة الفيديو بطيئة أم سريعة أكثر من اللازم؟ هل أعيد ترتيب أجزاء الفيديو؟ اسأل نفسك مثل هذه الأسئلة ودوّن ملاحظاتك على هيئة قائمة من النقاط.
الخطوة الثالثة: إنشاء شريط الوقت
عادةً ما يتألف الفيديو من عدة مقاطع إما من الفيديو نفسه أو مقاطع من فيديوهات مختلفة، هذه المقاطع تُوضع على شريط الوقت، وهو تمثيل بصري لتسلسل مقاطع الفيديو التي تشكل الفيديو الكلي. سيساعدك شريط الوقت على تصور المسار الزمني للفيديو لضمان أن يكون متسقًا وطبيعيًا، كما يمكنك تقسيم المقاطع وإضافة مقاطع جديدة عبر شريط الوقت وغيرها من الميزات.
الخطوة الرابعة: مرحلة المونتاج
بعد أن تضع مقاطع الفيديو خاصتك على شريط الوقت ابدأ بتحريرها، يمكنك إزالة أجزاء وإعادة ترتيب المقاطع أو تسريعها أو إبطائها، كما يمكنك تقطيع الفيديو وعرض النصوص والمؤثرات البصرية وإضافة تعليق صوتي أو موسيقى، يمكنك أيضًا إضافة مقدمة للفيديو أو خاتمة، تلك التي تكون في العادة جاهزة ومشتركة في جميع مقاطع الفيديو.
الخطوة الخامسة: تعديل الصوت
لا تقل أهمية الصوت عن أهمية الفيديو، ينبغي أن يكون الصوت نقيًا وواضحًا ومتوازنًا، غير عال ولا منخفض، كما ينبغي أن يكون ملائمًا للصور المعروضة والشريحة المستهدفة، وإن كان هناك تعليق بشري على الفيديو ينبغي أن يكون متزامنًا مع الصوت، فأكثر الأمور المزعجة أن تشاهد مقطع فيديو يسبق الصوت فيه الصورة أو يتأخر عنها، معظم برامج وأدوات مونتاج الفيديو توفر أدوات لتصفية الصوت وتخفيضه أو رفعه والتعديل عليه وتقديمه أو تأخيره.
الخطوة السادسة: إضافة النصوص
ستحتاج غالبًا إلى إضافة نصوص إلى مقاطع الفيديو، سواء لعرض معلومات عامة أو عنوان موقع أو حساب اجتماعي أو ملاحظة هامة أو عنوان الفيديو وفريق العاملين عليه وغير ذلك، ينبغي أن تكون النصوص مصممة تصميمًا جيدًا، كما يجب أن تكون ألوانها مناسبة لألوان الخلفية، إن كانت الخلفية داكنة فينبغي أن تكتب النصوص بلون فاتح، والعكس بالعكس.
الهدف الأساسي من إضافة النصوص هو إيصال معلومة مهمة والتركيز عليها، لذلك ينبغي أن يكون النص واضحًا وسهل القراءة، كما ينبغي أن تحسن اختيار حجم النص والخطوط المستخدمة، تذكر أيضًا ألا تكثر من النصوص، فحاول ألا تتجاوز جملة واحدة في كل مشهد.
الخطوة السابعة: تنسيق الفيديو
هناك العديد من تنسيقات الفيديو، من أشهرها MP4 وWEBM وغيرها، معظم الشبكات الاجتماعية مثل اليوتيوب تقبل جميع أنواع التنسيقات الشهيرة. لكن إن كنت تعمل على منصة أو جهاز أو برنامج مونتاج لا يدعم جميع التنسيقات، فمن الضروري أن تختار التنسيق الأنسب لك، إن كنت تعمل على فيديو بتنسيق غير مدعوم في جهازك، فالحل الأفضل أن تحوله إلى تنسيق آخر، فهناك الكثير من البرامج المجانية لهذا الغرض.
هل حاسوبك قادر على تحرير الفيديو؟
مونتاج فيديو يتطلب حسابات مكثفة، لذلك يُفضل أن تعمل بحاسوب قوي من حيث الذاكرة الحية (RAM) والسرعة وبطاقة الجرافيك، لكن هذا ليس شرطًا ضروريًا، معظم برامج تحرير الفيديو تعمل على الحواسيب العادية، بل بعضها يمكن أن تعمل على الجوالات، فالفرق بين العمل بحاسوب سريع وقوي وحاسوب عادي قد يكون هو الفرق بين أن تستغرق ساعتين في المونتاج أو 10 ساعات. هذه بعض المواصفات العامة للحاسوب التي يوصي بها خبراء مونتاج الفيديو:
- المعالج
معالجة الفيديو تستهلك الكثير من موارد الحاسوب وتتطلب حسابات وعمليات كثيرة، لذا يُفضل أن تعمل بمعالج حديث نسبيًا، على الأقل معالج من الجيل Core i5 إن كان ممكنًا.
- الذاكرة الحية (RAM)
معظم برامج مونتاج الفيديو المشهورة توصي بأن لا يقل حجم الذاكرة الحية عن 4GB.
- بطاقة الجرافيك
حجم بطاقة الجرافيك ليس مهمًا دائمًا، فالكثير من برامج تحرير الفيديو لا تتطلب مواصفات خاصة من حيث بطاقة الجرافيك، لكن بعضها الآخر يفعل. على أي حال، يُوصَى بأن تكون بطاقة الجرافيك على الأقل من الجيل RX 570 أو GTX 1650.
الخطوة الثامنة: استخدم الأدوات المناسبة
هناك العديد من برامج وتطبيقات مونتاج الفيديو، بعضها مجانية وأخرى مدفوعة، تختلف هذه الأدوات والبرامج من حيث سهولة الاستخدام والسعر ودعم العربية ومكتبة المؤثرات الخاصة، ومن الضروري أن تحسن اختيار البرنامج الأنسب لاحتياجاتك. هذه بعض معايير اختيار أدوات مونتاج الفيديو:
1. دعم اللغة العربية
ستحتاج إلى إضافة نصوص إلى مقاطع الفيديو باللغة العربية، لذا من الضروري أن تتأكد من أنّ البرنامج يدعم العربية دعمًا جيدًا، ويُظهر الحروف بالشكل الصحيح وفي الاتجاه الصحيح، أيضا يُفضل أن يدعم البرنامج أكبر عدد ممكن من الخطوط، بما فيها الخطوط الخاصة مثل خطوط جوجل.
2. سهولة الاستخدام
ستستخدم برنامج المونتاج كثيرًا، وربما يوميًا وقد تعمل عليه لساعات طويلة، لذلك من المهم أن يكون البرنامج سهل الاستخدام خصوصًا في المهام البسيطة مثل تقطيع الفيديو وإزالة المقاطع وتعديل الصوت وإضافة النصوص وغيرها.
3. مجانية أم مدفوعة
إن بحثت على شبكة الإنترنت عن برامج مجانية لتحرير الفيديو فستَجد الكثير من النتائج، لا تتحمس أكثر من اللازم فمعظم البرامج التي يدّعي أصحابها أنها مجانية ليست كذلك حقًا، إذ أنّ عدد كبير منها إما لا يوفر الكثير من المزايا، أو يضع قيودًا على الفيديو من حيث الجودة والمدة والميزات.
الأفضل عمومًا أن تعمل بالبرامج المدفوعة، لأنّها أكثر احترافية وأسهل في الاستخدام، لكن هذا ليس ضروريًا خصوصًا إن كنت في بداية رحلتك لتعلم مونتاج الفيديو، فهناك الكثير من البرامج المجانية الجيدة التي يمكن أن تبدأ بها.
4. مكتبة المؤثرات
تختلف برامج تحرير من الفيديو من حيث المؤثرات الصوتية والبصرية المتوفرة وجودتها وواقعيتها، إن كنت تحتاج إلى موثرات كثيرة ومنوعة فاحرص أن يوفر برنامج المونتاج تلك المؤثرات.
5. متطلبات الحاسوب
بعض البرامج تتطلب حاسوبًا بمواصفات خاصة، لذا قبل اختيار برنامج مونتاج تحقق من أنّ حاسوبك يلبي تلك المواصفات.