التخطيط الاستراتيجي يحتاج إلى العديد من المهارات التي يجب أن يتقنها الشخص حتى يكون مخططًا استراتيجيًا ناجحًا، خاصةً أن المخططين الاستراتيجيين يتولون مسؤولية كبرى تتمثل في إدارة التخطيط الاستراتيجي داخل المنظمات. وفيما يلي بعض المهارات الأساسية للتخطيط الاستراتيجي:
1. مهارات التواصل الفعال
تحتاج عملية التخطيط الاستراتيجي إلى التواصل الدائم داخل المنظمة وخارجها، وهذا يتطلب أن يمتلك المخطط الاستراتيجي مهارة فن التواصل الفعال مع الآخرين لأنه يقضي الكثير من وقته في الحديث مع الأقسام المختلفة والجهات المختصة. كما ينبغي أن يكون مستمعًا جيدًا ومفاوضًا بارعًا ومتعاونًا، إضافةً إلى أن تكون لديه مهارات الإقناع والنقد البناء والتواصل اللفظي وغير اللفظي.
2. مهارات التفكير الاستراتيجي
من الضروري أن يتمتع المخطط الاستراتيجي بمهارات التفكير الاستراتيجي والتحليلي، إضافة إلى التفكير المنهجي والنقدي والمنطقي، بحيث يكون قادرًا على تحليل البيانات ودراسة الجدوى والاستدلال الاستقرائي والمنطق الاستنتاجي والقدرة على التكيف والعصف الذهني وإدارة البيانات الكمية والنوعية.
3. مهارات القيادة
تعد القيادة من أهم مهارات التخطيط الاستراتيجي، خاصة أن الكثير من المخططين الاستراتيجيين يتولون مناصب وأدوار قيادية في شركاتهم. ولذلك يجب أن يمتلكون مهارات القائد الناجح الذي يُلهم فريقه بتحقيق الأهداف ويصنع منهم قادة لتحقيق رؤية الشركة.
4. مهارات التسويق
يحتاج التخطيط الاستراتيجي إلى اكتساب مهارات التسويق، لا سيما أن المخطط الاستراتيجي يتعمق في دراسة السوق وتحليل المنافسين. ففي بعض الأحيان تكون مهمته إجراء أبحاث السوق لتحديد استراتيجيات النمو والحلول المختلفة للقضايا المتعلقة بالتسويق.
وقد يساعد أيضًا في تطوير استراتيجيات التسويق من خلال تحديد مشاكل التسويق المحتملة. ولهذا، يجب أن يتقن المخطط الاستراتيجي مهارات قياس التسويق والبحث الإعلامي والتسويق الرقمي والاتصالات التسويقية، وما إلى ذلك من مهارات التسويق المهمة.
5. مهارات البحث وجمع المعلومات
أنت مخطط استراتيجي، إذًا يجب أن تكون باحث متميز، لأن الكثير من المهام التي تكون على عاتق المخططين الاستراتيجيين يعتمد على إجراء البحوث وإنشاء استراتيجيات قابلة للتطبيق تستند على النتائج التي توصلوا إليها. وتشمل مهارات البحث، الاهتمام بالتفاصيل وجمع المعلومات وتفسير البيانات والنتائج.
6. مهارات حل المشكلات ومواجهة التحديات
مهارات حل المشكلات ومواجهة التحديات من أهم المهارات التي يجب توافرها في المخطط الاستراتيجي، فهناك العديد من الشركات التي تستعين بالمخططين الاستراتيجيين من أجل حل المشكلات والتغلب على التحديات التي تواجهها.
فعلى سبيل المثال: إذا كانت شركتك تواجه بعض المشكلات المتعلقة بأهداف إيراداتها ونمو المبيعات، فمن الممكن أن تقوم بتعيين مخطط استراتيجي لتقييم الوضع الحالي للشركة وصياغة خطة قابلة للتطبيق من أجل الوصول إلى تلك الأهداف.
وتشمل مهارات حل المشكلات الجيدة التي يحتاجها المخططون الاستراتيجيون، كيفية اتخاذ القرار والإبداع والثقة بالنفس والقدرة على تقييم الأوضاع إلى جانب القدرة على التفكير ومواجهة التحديات وسرعة البديهة.
7. مهارات تكنولوجيا المعلومات
فرضت التكنولوجيا نفسها على الجميع بلا استثناء، وباتت عنصرًا ضروريًا لا غنى عنه في مجال التخطيط الاستراتيجي. والآن يعتمد العديد من المخططين الاستراتيجيين على أنواع مختلفة من تكنولوجيا المعلومات لصياغة البيانات والنتائج وتبادلها مع الآخرين.
وفي كثير من الأحيان، يتعاون المخططون الاستراتيجيون مع أقسام أخرى في الشركة لها علاقة مباشرة بالتكنولوجيا مثل قسم تكنولوجيا المعلومات في المنظمة ويضعون خططًا لزيادة فعاليتها وتقوية أدائها. وهذا يتطلب أن يتمتع المخططون الاستراتيجيون بمهارات رقمية عديدة عند استخدام أجهزة الحاسوب مثل: مهارات تحليل النظم وتحليل البيانات رقميًا والقدرة على استخدام برامج الحاسوب المختلفة مثل مايكروسوفت أوفيس.
أهم 3 أسئلة في التخطيط الاستراتيجي
عملية التخطيط الاستراتيجي تحتاج إلى دراسة متعمقة لشركتك وما تريد الوصول إليه. لذا، فعند البدء في التخطيط الاستراتيجي لمنظمتك، عليك أن تسأل نفسك الأسئلة الثلاثة التالية كنقطة انطلاق لإعداد خطتك الاستراتيجية:
أولًا: أين عملك الآن؟
السؤال حول مكان عملك في الوقت الحالي من أهم الأسئلة التي يجب وضعها في الحسبان عند التخطيط الاستراتيجي، حيث يتضمن هذا السؤال فهم أكبر قدر ممكن عن أعمالك، بما في ذلك كيفية العمل داخليًا، وما الذي يدفع هذا العمل إلى الربح.
ويشتمل أيضًا على تساؤلات أخرى مثل: كيف تقارن عملك وأدائك مع المنافسين لك؟ وهنا عليك أن تجيب على هذه الأسئلة بنظرة مستقبلية ثاقبة وجادة، وينبغي عليك أن تكون واقعيًا ومستقلًا وناقدًا عند تحليل البيانات التي تحصل عليها.
ثانيًا: إلى أين تريد الوصول بعملك مستقبلًا؟
الإجابة على هذا السؤال الجوهري لا تقل أهمية عن نظيره السابق، إذ أنه يقع في مقدمة عملية التخطيط الاستراتيجي، لكنك ستكون بحاجة إلى تحديد الأهداف طويلة المدى، وذلك يتضمن تحديد رؤيتك ورسالتك وقيمك والتقنيات والأدوات التي تستخدمها، إلى جانب تحديد الاتجاه الذي تقرر أن تكون عليه شركتك في المستقبل.
وفي هذه الخطوة عليك أن ُتعمِّق التفكير في مستقبل شركتك، وتطرح على ذاتك بعض التساؤلات التي لها علاقة بمستقبل مؤسستك مثل: أين ترى عملك بعد خمس أو عشر سنوات؟ ما مصدر ميزتك التنافسية على منافسيك في السوق؟ ماذا تتوقع أن يحدث في مبيعات شركتك بعد 15 عامًا؟
ثالثًا: ماذا عليك أن تفعل للوصول إلى هناك؟
بعد الإجابة على التساؤلات السابقة، ضع في الحسبان أيضًا التفكير في الخطوات التي يجب إجرائها للوصول إلى هدفك، وهذا يتضمن العديد من الأسئلة المهمة حول التغييرات التي ستحتاج إلى إجرائها لتحقيق أهدافك الاستراتيجية، وأفضل الطرق لتنفيذ تلك التغييرات.
واسأل نفسك: ما هي التغييرات المطلوبة في هيكل وتمويل العمل؟ وما هي الأهداف والمواعيد النهائية التي ستحتاج إلى تحديدها لنفسك وللآخرين في شركتك؟ ما هي الاستراتيجيات والتكتيكات التي يمكن وضعها في خطتك الاستراتيجية لمساعدتك في تحقيق أهداف شركتك؟
وجميع هذه التساؤلات مهمة للغاية عند البدء في التخطيط الاستراتيجي لشركتك، ولا يمكن التفكير في سؤال واحد إلا في سياق الأسئلة الأخرى. وهذا يتطلب منك أن تكون أكثر إبداعًا ومتوازنًا في التفكير حول رؤيتك الأعمال التي تسعى لتحقيقها والواقع العملي لموقفك الحالي. ومن المهم أيضًا توقع الآثار المترتبة جراء التغيرات التي قد تحدث في شركتك وأن تتأكد من أن خطتك الاستراتيجية قابلة للتحقيق بشكل واقعي وتتضمن إجراءات وأهداف قابلة للتنفيذ.
عناصر التخطيط الاستراتيجي
يمكن أن تختلف العناصر التي تحتويها الخطة الاستراتيجية اعتمادًا على أهداف الخطة الاستراتيجية والغرض من إنشائها، ويتطلب تطوير الاستراتيجية تعميق فهمك للطريقة التي يعمل بها عملك وموقعه بالنسبة للشركات المنافسة لك في السوق. وفيما يلي قائمة بأهم مراحل التخطيط الاستراتيجي لمساعدتك في بناء خطتك الناجحة:
1. تحديد الرؤية
يُعد بيان الرؤية أحد أهم العناصر التي يجب أن تتضمنها الخطة الاستراتيجية. فهو بمثابة دليل واضح لاختيار مسارات العمل الراهنة والمستقبلية. ويشتمل هذا البيان على ملخص قصير يُسلط الضوء على المكانة التي تريد أن تكون عليها شركتك على المدى البعيد.
ويمكن القول إن الرؤية عبارة عن بيان الطموح الذي تُحدده الشركة وتسعى إلى تحقيقه. علاوةً على ذلك، يوجه تحديد الرؤية اتجاه جهود المنظمة نحو أهدافها ورسالتها. كما أنها تساعد على تنفيذ الاستراتيجية ووضع غاياتها وتحدد جمهورها.
وهناك العديد من النماذج الجيدة حول بيان الرؤية. فعلى سبيل المثال، تمتلك شركة Warby Parker المتخصصة في بيع النظارات الطبية عبر الإنترنت منذ عام 2010، رؤية قوية مفادها:
نرى أن شراء النظارات يجب أن يكون أمرًا سهلاً وممتعًا. وينبغي أن يتركك سعيدًا وحسن المظهر، مع وجود نقود في جيبك. فلكل شخص الحق في الرؤية
ومن أفضل الأمثلة أيضًا، بيان رؤية شركة أمازون التي تقول:
رؤيتنا أن نكون الشركة الأكثر تركيزًا على العملاء في العالم لبناء مكان يمكن للجميع من خلاله العثور على أي شيء قد يرغبون في شرائه عبر الإنترنت
أما شركة وول مارت الشهيرة تقول في بيان رؤيتها:
رؤيتنا أن نصبح الشركة الرائدة عالميًا في مجال البيع بالتجزئة
بينما يؤكد بيان الرؤية الخاص بشركة نايك (Nike) الأمريكية على:
جلب الإلهام والابتكار لكل رياضي في العالم
فمن خلال جملة أو جملتين أو ثلاث جمل في بعض الأحيان، يُخبرك بيان الرؤية بدقة شديدة بما تهدف الشركة إلى تحقيقه في المستقبل.
2. بيان المهمة أو الرسالة
لا ينبغي الخلط بين بيان الرؤية والمهمة، حيث يظن البعض أن بيان الرؤية وبيان المهمة يكون مضمونهما واحد أو متشابه، لكن هذا في حقيقة الأمر غير صحيح على الإطلاق. فبينما تمثل الرؤية الهدف الأعظم على مستوى شركتك، ويعرض صورة ما سيبدو عليه نجاح شركتك، فإن بيان المهمة يوضح كيف تُخطط لتحقيق هذه الرؤية. ويلخص الإجابة على هذه التساؤلات: ما وكيف ولماذا تعمل شركتك؟
وفي جميع الأحوال، يمكن القول أنه دون بيان الرسالة أو المهمة، تفتقر مؤسستك إلى سبب وكيفية تحقيق هدفها الأكبر. وهنا يتوجب على مالكي العلامات التجارية أن يكون تفسير بيان المهمة وكذلك بيان الرؤية موحد بين الموظفين. فليس من المعقول أن يكون لدى كل شخص في شركتك تفسيره الخاص لبيان الرؤية أو بيان الرسالة، فذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى تطبيق استراتيجيات متضاربة وبالتالي لن يتحقق الهدف العام للشركة.
ومن الضروري أن يُحدد بيان المهمة الغرض من عملك داخل مجال تخصصك، ويتكون عادةً من الصناعات أو المجالات الرئيسية لشركتك أو الجماهير المستهدفة أو المنتجات أو الخدمات التي تقدمها وما الذي يجعلك مختلفًا عن منافسيك والأمور التي تميزك عن غيرك وتجعل العميل يشتري منتجك أنت بالتحديد.
لذا، فإن هذا البيان عبارة عن فقرة تمهيدية تتيح للعملاء معرفة موقع الشركة وجوهرها وسبب وجودها. كما أن قدرة الشركة على إبراز وتوضيح بيان المهمة يُشير إلى تركيزها وعزمها نحو تحقيق رسالتها. ويعكس البيان المبادئ والمعتقدات التي توجه أفراد الشركة أثناء متابعتهم لأهدافها. فكن حريصًا ودقيقًا عند صياغة بيان المهمة الخاص بشركتك.
فربما تكون رسالة شركتك كالآتي:
في منظمتنا نحن ملتزمون بمساعدة الأسر ذات الدخل المحدود والمنخفض في العثور على الموارد التي يحتاجونها، من خلال توفير القروض الحسنة المناسبة لهم
وإذا كانت شركتك عبارة عن متجر لبيع النظارات، فمن الممكن أن يكون بيان المهمة لديك كالتالي:
نلتزم بتقديم نظارات طبية عالية الجودة تجعلك الأفضل من حيث المظهر، وذلك بأسعار مخفضة وتنافسية ومتاحة للجميع
3. تحديد الأهداف والغايات
تُعد الأهداف من خطوات التخطيط الاستراتيجي المهمة للغاية، فالأهداف عبارة عن نتائج محددة تسعى المنظمة إلى تحقيقها خلال فترة زمنية معينة. ومن الضروري أن تكون الأهداف ذكية، بحيث تكون واضحة ومحددة زمنيًا وقابلة للقياس. وتتيح لك تحديد مدى نجاحك مبكرًا ومعرفة ما إذا كنت على الطريق الصحيح لتحقيق مهمتك ورؤيتك بشكلٍ دقيق.
كما ينبغي أن تكون أهدافك مدعومة بمبادرات استراتيجية متعددة عبر المنظمة، مع العلم أن الأهداف تنقسم إلى أهداف طويلة المدى ومتوسطة المدى وقصيرة المدى.
وتكون الأهداف طويلة المدى متعمقة في مستوى أدنى من رؤية شركتك، إلا أنها تصف كيف تخطط لتحقيقها. وعادةً ما تستغرق فترة إنجازها في الشركة لمدة تتراوح ما بين الثلاث سنوات والخمس سنوات فأكثر، ويمكن تقسيمها إلى أهداف قصيرة، بحيث تكون متوافقة مباشرةً مع بيان المهمة وكذلك الرؤية.
وهناك العديد من النماذج للأهداف طويلة المدى. مثل أن يكون هدفك تحويل شركتك من الاعتماد على صناعة الورق إلى صناعة المستلزمات المكتبية خلال السنوات الخمسة المقبلة، أو تحويل شركتك لصناعة الهواتف الذكية إلى جانب صناعة أجهزة الحاسوب اللوحي، أو التوسع في إنشاء 3 فروع جديدة لمتجرك في 3 مناطق مختلفة في غضون السنوات الأربعة المقبلة.
أما الأهداف قصيرة المدى، فإن تنفيذها يستغرق بضعة شهور، مثل شراء 3 أجهزة حديثة متخصصة في صناعة المستلزمات المكتبية خلال الشهور الستة المقبلة أو زيادة نمو المبيعات بنسبة 5% خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
وبهذه الأمثلة تُدرِك أن الأهداف طويلة المدى عبارة عن معالم تضعها الشركة لتوجيه عملياتها نحو تحقيق رؤيتها. أما الأهداف قصيرة المدى، فإنها تساعدك على تحقيق هدفك العام على فترات زمنية محددة. ومع ذلك، يجب أن يكون لكل هدف خطة تفصيلية توضح كيفية تحقيقه.
4. تطوير الاستراتيجية
الاستراتيجية هنا هي خطتك طويلة الأجل، والطريقة التي تصف من خلالها “كيف ستفعل ما تريده”، ومن خلالها تتمكن من تحقيق أهداف الشركة. مع العلم أن الاستراتيجية الفعالة المفترض أنها تجمع بين رؤية الشركة والتنفيذ. كما أنها أكثر تحديدًا من رؤية المنظمة ورسالتها وأهدافها.
وبمجرد تأكيد رؤية المنظمة ورسالتها وتحديد قضاياها الحاسمة وأهدافها الذكية، تأتي خطوة تطوير الاستراتيجية لمعرفة ما يجب القيام به للوصول إلى الأهداف العامة أو لتحقيق طموحات الشركة. لذا، يجب أن تكون الاستراتيجية متناسقة مع الرؤية والمهمة والأهداف العامة للمنظمة. وفي معظم الأحيان تستخدم المنظمة استراتيجيات متنوعة ومتعددة لبلوغ أهدافها وتعزيز الدعم وتوفير الموارد والمعلومات الضرورية للشركة.
ومن المفترض أن يتم مشاركة الاستراتيجية داخل الشركة بعد أن يتم إعدادها بدقة وتكون مبنية وفق احتياجات الشركة وسياق السوق ومساره. كما أن الاستراتيجية الناجحة هي التي تحدد الإجراءات والخطوات اللازمة لتنفيذ الأهداف بشرط أن تكون هذه الخطوات قابلة أيضًا للتنفيذ.
ويجب أن تساعدك الاستراتيجية في تحديد المخاطر والفرص والتهديدات المحتملة وكيفية التغلب عليها ووضع الحلول والبدائل، كما أن تطوير الاستراتيجية يساعدك في تعزيز التفكير الابتكاري وصقل مهاراتك خاصة المتعلقة بالتخطيط الاستراتيجي.
وهناك بعض المعايير يجب توافرها في الاستراتيجية الجيدة والأكثر فعالية. إذ يجب أن تُشير إلى توجيه عام وتُعزز الخبرات والمهارات لدى موظفي شركتك، وتستفيد من الموارد والإمكانات المادية والكفاءات البشرية بالشركة. كما أن الاستراتيجية المتميزة تُسهم في جذب الحلفاء والشركاء إلى منظمتك وتقلل من معارضيها، وتساعد في المُضي قدمًا نحو تحقيق بيان رسالة ورؤية الشركة.
ويمكن تطوير استراتيجية شركتك، إذ عليك أولًا تحديد الاستراتيجية وهدفك ولتكن توسيع قاعدة عملائك في منطقة جغرافية معينة. وبعد ذلك عليك تحديد النهج الذي يوفر لك المنهجية لتنفيذ استراتيجيتك، وخلاله يتم توجيه الشركة حول كيفية تنفيذ الخطة الاستراتيجية. وهنا تتخذ بعض الإجراءات التكتيكية لتحقيق استراتيجيتك، مثل تنظيم مناسبة اجتماعية لتوعية الناس بعلامتك التجارية أو استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتسويق عبر البريد لتوسيع قاعدة العملاء.
5. القيم الجوهرية
القيم الأساسية من أبرز عناصر التخطيط الاستراتيجي، حيث تصف معتقداتك التي تمتلكها وتساعدك على تحقيق رؤيتك ورسالتك. كما أنها مجموعة السمات أو الصفات التي تشكل أعلى أولويات المنظمة.
وتُوضح “سوزان هيثفيلد”، خبيرة الموارد البشرية في شركة The Balance Careers منذ عام 2000، أن القيم الجوهرية تُسهم في تشكيل رؤية شركتك التي تقدمها للعالم الخارجي، كما أن قيمك الأساسية المفترض أن تجذب أفضل الموظفين وأكثرهم كفاءة.
ويُطلق على القيم الأساسية أيضًا اسم (المبادئ التوجيهية) لأنها تُشكل جوهرًا صلبًا لما أنت عليه الآن وما تؤمن به وما تريد المضي قدمًا نحوه، وذلك وفقًا لما نقله موقع شركة The Balance Careers. لذلك، ينبغي أن تكون القيم الأساسية لمنظمتك متناسقة ومتكاملة مع موظفيك ومعتقداتهم وسلوكياتهم وأفعالهم، ومن الأمثلة على هذه القيم الأساسية، القيادة والشجاعة والتعاون والجودة.
6. تحليل SWOT
تحليل سوات الرباعي SWOT لا غنى عنه على الإطلاق في أي خطة تقوم بإعدادها، فهو يهتم بدراسة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجهك أو تواجه شركتك أو تُحيط بمنافسيك أو السوق المحيط بشركتك عمومًا. حيث يوفر للشركات بحث متعمق حول موقعها ومكانتها في السوق.
ويهدف تحليل SWOT إلى تقييم الموقف الحالي للشركة قبل اتخاذ قرار بشأن أي استراتيجية جديدة، فمن خلاله تستطيع معرفة ما الذي يساعدك على النجاح والقرارات التي اتخذتها وساهمت في تحقيق الأهداف وما الذي لم يجدي نفعًا معك ويعمل دون المستوى.
ويمكن استخدام تحليل SWOT في تحقيق أقصى استفادة ممكنة مما تمتلكه في الوقت الراهن لصالح شركتك حتى تحقق أهدافها المرجوة، وتكون قادرًا على تقليل فرص الفشل من خلال فهم ما تفتقر إليه منظمتك، والتغلب على المخاطر التي قد تواجهك أثناء تنفيذ خطتك وتحديد الفرص التي يمكن استغلالها واستثمارها لصالح أعمالك.
وتكمن أهمية هذا التحليل في تحسين مكانة المنظمات في السوق وتطوير أعمالها من خلال معرفة نقاط القوة التي يمكن استثمارها والاستفادة منها لتحقيق رؤية المنظمة وأهدافها، إضافةً لرصد نقاط الضعف التي تعاني منها الشركة، وبالتالي إمكانية مواجهتها وتحويلها إلى فرص يمكن استغلالها لصالحك.
ومن أهم فوائد تحليل SWOT أنه يجعلك قادرًا على دراسة التهديدات المحتملة لمنظمتك ويحثك على وضع الخطط المرنة والحلول المنظمة والبدائل المنطقية لمواجهة المخاطر المحتملة.