تُعرَّف الإدارة (بالإنجليزيّة: Management) على أنَّها: عمليّة يتمّ من خلالها تنسيق أنشطة المُؤسَّسة، وتنظيمها؛ وذلك لتحقيق أهداف مُحدَّدة، حيث تُمثِّل الإدارة عامل إنتاج يضمُّ الموادّ، والمال، والآلات، وترتكز مهمّة الإدارة في التسويق، والابتكار، وتتضمَّن الإدارة وظائف تتداخل فيما بينها من تنظيم، ومُراقبة، وتخطيط، وتوجيه؛ وذلك بهدف تكوين سياسة للمُنظَّمة، وتحقيق أهداف هذه السياسة، كما يتمّ مَنْح المُدراء السُّلطة، والمسؤوليّة التي تُمكِّنهم من اتِّخاذ القرارات، والإشراف على المُنظَّمة، ومن الجدير بالذكر أنَّ حجم الإدارة يختلف من مُنظَّمة إلى أخرى؛ إذ يُمكن أن تقتصر على مُدير واحد، أو قد تتعدَّى ذلك في الشركات المُتعدِّدة الجنسيّات؛ بحيث يصل عددهم إلى مئات، وآلاف المُدراء.[١]

 

عناصر الإدارة الناجحة

تُعَدُّ الإدارة العمليّة التي يتمّ من خلالها تفاعُل الأفراد بكفاءة، وفاعليّة؛ وذلك لتحقيق الأهداف المنشودة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الإدارة الناجحة تمتلك مُقوِّمات، وعناصر أساسيّة، منها:[٢]

  • الوظائف، والأنشطة: حيث تُمثِّل الوظائف، والأنشطة التي يُمارسها المُدراء، وهي: التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والرقابة.
  • الأعمال، والأهداف: وهي تُشير إلى الأهداف، والأعمال التي تُريد المُؤسَّسة الوصول إليها، وتحقيقها، وإنجازها.
  • الموارد البشريّة: حيث تتضمَّن الموارد البشريّة جُهود الأفراد العاملين في المُنظَّمة، من مُوظَّفين، ومُتخصِّصين، ومُنفِّذين؛ وذلك لتحقيق الأهداف، والأعمال بكفاءة، وفاعليّة.
  • الكفاءة، والفاعليّة: تتمثَّل الكفاءة (بالإنجليزيّة: Efficiency) في المقدرة على استخدام الموارد من غير هَدْر، ومن هذه الموارد: المال، والأرض، والأفراد، والآلات، وغيرها، وتُشير أيضاً إلى مقدرة المدير على الاقتصاد، والتوفير في استخدام هذه الموارد بما لا يُعيق تحقيق الأهداف، والنتائج، أمّا الفاعليّة (بالإنجليزيّة: Effectiveness)، فهي تتمثَّل بالمقدرة على تحقيق الأهداف التي تُريد المُنظَّمة الوصول إليها، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا بُدَّ من وجود الكفاءة، والفاعليّة؛ لتحقيق الأهداف.

 

وظائف الإدارة الناجحة

هناك العديد من الوظائف للإدارة الناجحة في المُنظَّمات، حيث تُركِّز هذه الوظائف على العلاقة بين الإدارة، والمُوظَّفين، وتُشكِّل مُرتكزات مرجعيّة يُمكن من خلالها حلُّ المشكلات بطُرُق مُبتكَرة، ومن هذه الوظائف:[٢][٣]

  • التخطيط (بالإنجليزيّة: Planning): تُعرَّف عمليّة التخطيط على أنَّها: تحديد الأهداف، بالإضافة إلى تحديد كيفيّة تحقيقها، وتجهيز الخُطط المناسبة؛ لتحقيق هذه الأهداف، مع مُراعاة الموارد المُتاحة للمُنظَّمة، والمُوظَّفين؛ وذلك لتحقيق الاستمراريّة؛ حيث يُعَدُّ التخطيط أُولى الوظائف الإداريّة، وأكثرها شموليّة، وهو بذلك يسبق الوظائف الإداريّة الأخرى، كما أنّه الأساس الذي تنطلق منه الوظائف الإداريّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ التخطيط الفعَّال يُقلِّل من الغموض، وحالة عدم التأكُّد في المُنظَّمة، ويُزوِّد المُدراء بالمعلومات عن تاريخ المُنظَّمة، وإنجازاتها، ويُمكِّنهم من التنبُّؤ بالمُستقبل، بالإضافة إلى أنَّه يُقلِّل من التكاليف، والموارد التي يُمكن هَدْرها في المُنظَّمة.
  • التنظيم (بالإنجليزيّة: Organizing): يُعَدُّ التنظيم وظيفة مهمّة من وظائف الإدارة، فلا يُمكن للمُنظَّمة أن تنجح إلّا إذا اتّسمت بالتنظيم الجيّد؛ فمن خلال التنظيم يتمّ تحديد المهمّات، والواجبات، ومسؤوليّة الأفراد، وكيفيّة ترتيب هذه المهمّات في المُنظَّمة، من حيث الوظائف، والأقسام، والإدارات، وتحديد الهيكل التنظيميّ، وتوزيع السُّلطات؛ لاتّخاذ القرارات.
  • التوجيه (بالإنجليزيّة: Directing): يتمثَّل التوجيه في قيادة المُوظَّفين، وتحفيزهم للعمل، والتواصُل الفعَّال معهم، ومن خلال التوجيه يتمّ تنسيق جهود المُوظَّفين فيما بينهم، وحثّهم على العمل بروح الفريق.
  • الرقابة (بالإنجليزيّة: Controlling): تُعرَّف الرقابة على أنَّها: التحقُّق من أنَّ العمل يسير وِفقاً للخُطَّة التي تمّ إعدادها؛ وذلك من خلال مُتابعة أداء المُوظَّفين، ومُقارنته بالأهداف التي تمّ وضعها في مرحلة التخطيط، وتحديد ما إذا كانت هناك أيُّ مشكلة في الأداء، ومُعالجتها، وتتمّ الرقابة بتحديد معايير الأداء وِفقاً للأهداف التنظيميّة، وقياس الأداء الفعليّ، ومُقارنته مع المعايير، والأهداف، ثمّ اتِّخاذ الإجراءات التصحيحيّة، أو الوقائيّة.

 

المُدير الناجح

يُعَدُّ المُدير من العناصر المهمّة في الإدارة الناجحة؛ حيث إنَّ الإدارة الناجحة تعتمد على المُدير الذي سيتبعه الآخرون في المُنظَّمة، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا بُدَّ للمُدير الناجح من أن يهتمَّ بجوانب الإدارة، والقيادة داخل المُنظَّمة، وأن يَعرف ما يحتاجه المُوظَّفون؛ للعمل بفاعليّة، وأن يمتلك المقدرة على تشجيع المُوظِّفين، وشُكرهم، ومُكافأتهم، وتمكينهم من الإنتاج، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ هناك الكثير من الأمور التي ينبغي على المُدير الناجح أن يُحقِّقها، ومنها:[٤]

  • بناء الفريق: إنَّ بناء الفريق يُمكِّن المُوظَّفين من التعامل، والتعاون في ما بينهم بفعاليّة أكبر، عِلماً بأنَّ وجود الفريق يُتيح للمُوظَّفين المقدرة على الإبداع، والإنتاجيّة بشكلٍ أكبر.
  • إيجاد بيئة إيجابيّة: إنَّ إيجاد بيئة إيجابيّة أمرٌ يُمكِّن المُوظَّفين من التمتُّع بمعنويّات إيجابيّة، كما أنَّ البيئة الإيجابيّة تُعزِّز دافعيّة المُوظَّفين للعمل؛ وذلك لتحقيق نجاح المُنظَّمة.
  • تمكين الآخرين: يسعى المُدير الناجح إلى مُساعدة المُوظَّفين، والاهتمام بهم، وبوظائفهم، وتقدُّمهم، حيث يُعَدُّ تمكين المُوظَّفين من العوامل المهمّة التي يحتاجها المُوظَّفون في العمل؛ وذلك لتنمية مهاراتهم، وقُدراتهم في التعليم، والتعلُّم؛ حيث يستمرُّ المُوظَّفون في التقدُّم، والنُّموّ، والتطوُّر.
  • التواصُل الفعَّال: يتواصل المُدير الناجح بفاعليّة مع الأشخاص بشتَّى الطُرُق، كالتواصُل الشفويّ، أو إرسال الرسائل الإلكترونيّة، والاستماع إليهم من خلال الحوار، والاستجابة بفاعليّة، حيث إنَّه يتلقَّى التغذية الراجعة، والمُلاحظات من المُوظَّفين، والزُّملاء، ومن الجدير بالذكر أنَّ المُدير الناجح يتبنَّى التغيير عندما تكون التغذية الراجعة في مَحلِّها؛ وذلك من أجل تحقيق الأهداف.
  • إنشاء علاقات شخصيّة: إنَّ المُدير الناجح يتميَّز بالتعاون، والاحترام، والثقة، ويُظهِر الاهتمام، والعناية بالمُوظَّفين؛ حيث إنَّ المُوظَّفين يحترمون المُدير الذي يتعامل مع الآخرين باحترام، وكرامة، ونزاهة.
  • القُدوة: يكون المُدير الناجح نموذجاً، وقُدوة صالحة للمُوظَّفين، ويتمثَّل ذلك في فعل، وقول الصدق، والحقيقة.
  • فَهْم الأمور الماليّة للمُنظَّمة: يُدرك المُدير الناجح الأمور الماليّة الخاصَّة بالعمل، كما أنَّه يُحدِّد الأهداف، والمقاييس المُناسبة؛ وذلك للتأكُّد من الوصول إلى الأهداف، ويُحدِّد التوقُّعات من المُوظَّفين في العمل، ويَقيس تقدُّمهم؛ حيث يُمكِّنهم ذلك من معرفة مُستوى أدائهم مقارنة بالتوقُّعات، والأهداف.

اترك تعليقاً