يُعرَّف التسويق وفقاً لمفهومه التقليديّ بأنّه النشاطات الإنسانيّة التي تساهم في سهولة التبادل التجاريّ، حيث لا يقتصر على تبادل السّلع فقط، بل يشمل العديد من الخدمات، كما يعتمد على فتح قنوات الاتصال بين المشتري والبائع من خلال زيارة المشتري للسوق بهدف شراء المنتجات، ووجود البائع في السوق للبحث عن المشترين وبيع المُنتجات لهم.[١]

أمّا مفهوم التسويق الحديث فهو تنفيذ الوظيفة المرتبطة مع التخطيط الاستراتيجيّ للجهود التي يسعى إلى توجيهها، وتفعيل دور الرقابة عليها ضمن البرامج التي تُحقق الأرباح للمُنشأة، وتوفّر حاجات النّاس. كما يشمل التسويق بمفهومه الحديث جميع نشاطات المنشأة، كالبيع، والتمويل، والإنتاج، والشراء.[١]

 

أهداف التسويق

يسعى التسويق إلى تحقيق عدّة أهداف خاصة بالمُنشأة، ومن أهمّها:

 

تحقيق الربح

هو الهدف الرئيسيّ للمنشآت التي تسعى إلى زيادة دخلها وأرباحها، ويأتي دور التسويق في الوصول إلى هذه الأرباح من خلال تحقيق حجم مُناسب من المبيعات التي تُساهم في الحصول على الأرباح عن طريق استغلال الفرص المتاحة، واستخدام وسائل جديدة في التسويق، والبحث عن أكثر المناطق ربحاً داخل السوق.[١]

 

استمرار النموّ

هو دور التسويق في تعزيز ودعم نموّ المُنشأة من خلال زيادة مبيعاتها بشكل تصاعديّ؛ أي تحقيق معدّل مبيعات أكبر مقارنة بالمعدّلات السابقة، ويُساهم ذلك في زيادة حصة المُنشأة داخل السوق أو دعم مشاركتها في أسواق جديدة.[١]

 

المحافظة على البقاء

هي من الأهداف الأساسيّة للتسويق؛ إذ يُعدّ استمرار بقاء المُنشأة والمحافظة على نشاطاتها داخل السوق من أهمّ الوظائف التي يجب أن تسعى جميع وحدات المُنشأة – ومن بينها وحدة التسويق – إلى تطبيقها. كما يجب إدراك النشاط الحيوي الخاص بالتسويق؛ الأمر الذي سيُساهم في المحافظة على استمرار المُنشأة عن طريق تنفيذ الوظيفتين الآتيتين:[١]

  • البحث المُستمر عن فرص جديدة للتسويق: عن طريق زيادة حصة المُنشأة في السوق، أو بيعها لمُنتجات تسويقيّة ذات ربحيّة عالية.
  • تنظيم النُظم المُتخصصة بمعلومات التسويق: وهي النُظم التي تدوّن وتُعالج وتجمع المعلومات حول السوق، ومن ثمّ تنقلها إلى إدارة المُنشأة في التوقيت المناسب.

 

خصائص التسويق

للتسويق العديد من الخصائص، ومن أهمّها:[٢]

  • التسويق من النشاطات المُتجدّدة والمُتطوّرة: ويُستدل على ذلك من خلال تطوير طُرق تسويق بعض أنواع السّلع التي كان يعتمد تسويقها على أساليب قديمة في الماضي لم تُعد تُستخدم اليوم.
  • تميّز نُظم التوزيع في التسويق بالتنافسيّة: بسبب الاعتماد على عدّة طُرق تسويقيّة حديثة، ومُعاصرة، ومتجدّدة في الترويج لمُنتجات وخدمات معينة، وتوضيح تميّزها عن غيرها من المُنتجات الأُخرى البديلة عنها والمنافسة لها.
  • اهتمام التسويق بالنّاس أثناء تنفيذه لوظائفه: إذ يجب أن تلبّي الخدمات والسّلع الحاجات الخاصة بالنّاس، من خلال شرائهم وبيعهم لها بالاعتماد على تسويقها بطُرقٍ مقبولة عندهم، ومع أن النّاس يُشكّلون عناصر مهمة في عملية التسويق، إلّا أنّه لا يمكن الحكم على هذه العملية بمعايير أخلاقيّة، فالمنتجات التي يحتاجها النّاس تُوفّر لهم بمختلف وسائل التسويق.
  • هيمنة المؤسّسات الصغيرة على التسويق: حيث تعتمد أغلب هذه المؤسّسات على توظيف عدد قليل من المُوظفين، ولا يتجاوز عددهم خمسة أشخاص وغالبيتهم من أصحاب هذه المؤسّسات نفسهم.

 

أهمية التسويق

يُعدّ التسويق من أهمّ العمليات الإداريّة المُطبقة في المُنشآت والمشروعات الكبيرة أو الصغيرة، وتُلخص أهمية التسويق وفقاً للنقاط الآتية:[٣]

  • التعرف على رغبات وطلبات الزبائن.
  • اكتشاف المنتجات والسّلع الحالية داخل السوق.
  • إدراك حصة المُنشأة أو المشروع من حصص السوق ومقارنتها مع حصص المنافسين.
  • تحليل مُعدّل الرضا عند الزبائن حول الخدمات والسّلع.
  • تقديم المُساعدة لصاحب المُنشأة أو المشروع في صناعة القرارات ذات الأهمية، سواء على مستوى الخدمات أو الجودة أو الأسعار؛ عن طريق جمع المعلومات والآراء من السوق.
  • تقديم الدعم لعملية التخطيط الخاصة بالإنتاج.
  • تحقيق استمراريّة في التدفقات النقديّة.

 

أخلاقيات التسويق

يجب أن يتميّزَ التسويق بامتلاكه مجموعة من الأخلاقيات المهمة، ومنها:[٤]

  • توضيح المخاطر التي قد تنتج عن استخدام الخدمة أو المُنتج.
  • الابتعاد عن استخدام الإعلانات المُخادعة والكاذبة.
  • عدم استخدام المُنتجات للتأثير في العُملاء واستغلالهم.
  • الحرص على الإنصاف أثناء التعامل مع المورّدين والعُملاء.

 

خطوات صياغة استراتيجية التسويق

يعتمد التسويق في إعداد الخُطة الخاصة به على استراتيجيّة تتكامل مع الاستراتيجيّة المُطبقة في المُنشأة. وتشمل استراتيجيّة التسويق صياغة الرسالة الخاصة بالمُنشأة، وتحليل المنافسة والموقف، ومعرفة الأهداف والاستراتيجيّات، وإدراك المُنتجات وتوزيعها. وتُصاغ استراتيجيّة التسويق وفقاً للخطوات الآتية:[٥]

  • إعداد الرسالة: هي توضيح الهدف من وجود المُنشأة، والمعتمد على تحقيق شيءٍ معين؛ مثل تقديم خدمات الاتصالات أو صناعة السيارات أو تصميم ألعاب الحاسوب. وقد تتغير الرسالة بناءً على ظهور ظروف وأحوال جديدة مرتبطة بالسّوق.
  • تحليل نقاط الضعف والقوّة (بالإنجليزية: SWOT Analysis): هي من الأدوات الاستراتيجيّة التي تُساعد على تحليل القدرات الخاصة بالمُنشأة من خلال إدراك نقاط ضعفها وقوّتها، ومعرفة طبيعة بيئتها الخارجيّة التي تُساهم في إدراك طبيعة التهديدات والفُرص.
  • معرفة الأهداف: هي الأهداف المُعتمدة على الرسالة والتي يجب تحويلها إلى أفعال حقيقيّة، وتُساعد على تحقيق الإنجازات المطلوبة ضمن جدول مُحدّد من الزمن. وعلى الأهداف أن تكون واقعيّة وتُعبّر بشكلٍ صحيح عن البيئتين الخارجيّة والداخليّة، عندها ستساهم في دعم الإدارة لتحقيق النجاح في تنفيذ الاستراتيجيّة الخاصة بالتسويق.
  • تحديد الاستراتيجيّة: هي اختيار المُنشأة للاستراتيجيّة التسويقيّة المناسبة التي تُساهم في الوصول إلى أهدافها.
  • تنفيذ الاستراتيجيّة: هي العملية التي تعتمد على استخدام برامج تُساهم في تطبيق استراتيجيّة التسويق؛ فمثلاً إذا كانت طبيعة الشركة تعتمد على التكنولوجيا يجب أن تستخدم الأبحاث المُتخصصة بالتطوير، وجمع البيانات حول التكنولوجيا.

 

متطلبات نجاح التسويق

يعتمد تحقيق نجاح التسويق على توفّر المُتطلبات الآتية:[٤]

  • إدراك حاجات العُملاء بشكلٍ دائم.
  • فهم الرسالة والأهداف الأساسيّة الخاصة بالمُنشأة.
  • مراقبة تغيرات البيئة المُؤثرة في التسويق.
  • تصميم الخُطط الخاصة بالتسويق.
  • التركيز على العناصر المكوّنة للمزيج التسويقيّ.
  • تحقيق التوازن بين مصالح المجتمع، والمُنشأة، والعُملاء.

اترك تعليقاً