قد يعتقد البعض أن الرحل الرقميون أشخاصًا مترفون بالميزات فقط، لكن الحقيقة أن حياة الرحالة الرقمي تحمل الكثير من العقبات والتحديات التي يلزم مواجهتها كي يحصل على حياة مستقرة على مختلف الأصعدة. إليك أبرز هذه التحديات، مع بعض الحلول العملية لتجاوزها:
1. الموازنة بين الحياة العملية والحياة الشخصية
قد يكون من الصعب جدًا فصل العمل عن الحياة للرحل الرقميون، فلا يوجد فعليًا أي فصل مادي بين مكان عملك ومساحتك الشخصية. يُعدّ كونك تستطيع العمل في أي مكان وأي وقت ميزة، ولكنها قد تجعلك إما تنغمس بالعمل أكثر من اللازم أحيانًا وتنسى الاستمتاع بما حولك، أو أن كثرة الإغراءات حولك تجعلك تتجاهل مهامك اليومية في العمل وتنحيها جانبًا.
يبدأ تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية بمحاولة خلق روتين معين تحدد فيه الوقت الذي ستقضيه في العمل. أنشئ قائمة بالمهام اليومية وحدد مواعيدًا نهائية كي تتجنب تراكم العمل لآخر لحظة، من المهم أيضًا وضع أهدافًا أسبوعية وشهرية تساعدك على توزيع عملك بشكل لا يعيقك عن الاستمتاع والسفر.
إضافةً إلى دراسة أوقات العمل والمتعة، من المهم أن تخصص عملك في مكانٍ يساعدك على الإنتاجية كي تنجز أعمالك في الوقت المحدد دون تجاوز وقت الراحة. تعد أماكن العمل المشتركة أنسب خيار دونًا عن المقاهي والنوادي التي قد يعيقك ضجيجها عن التركيز.
2. الشعور بالوحدة
يعاني الكثير من الرحالة الرقميون -خصوصًا حديثي العهد- بالشعور بالوحدة، فبالرغم من أن حياة الرحالة الرقمي تتضمن اتصال مع العديد من الأشخاص، وتعرّف على الكثير من مختلف أنحاء العالم بشكل مستمر، لكن مهما تعدد معارفك، فسيرافقك شعور الوحدة بين الحين والآخر. هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها كرحال رقمي لتجنب الشعور بالوحدة، أهم هذه الأمور ما يلي:
- بناء شبكة قوية وداعمة في معارفك تستطيع أن تتصل بها في أي وقت والحديث معها خلال أيامك باستمرار، يمكن أن تكون هذه الشبكة هي شخص واحد!
- شارك في مجتمعات الرحل الرقميون عبر الإنترنت، قد تكون فرصة رائعة للتنقل ضمن مجموعات! الإضافةً إلى أن تواصلك معهم سيشعرك أنك لست وحدك في طبيعة حياتك ومشاعرك.
- استخدم مساحات العمل المشتركة في حال كانت متاحة، مجرد الجلوس مع أشخاص آخرين للعمل يقلل من شعور الوحدة والفتور تجاه العمل أيضًا، يمكنك تكوين أصدقاء هنالك كذلك.
3. العيش في المكان الخطأ
أكثر ما هو مثيرًا في كونك رحالة رقميًا هو استكشاف العالم والتنقل من بلدٍ لآخر بين الفينة والأخرى، لكنك قد تجد نفسك أحيانًا في مكانٍ غير مناسب. بأن تكون شبكة الإنترنت غير موثوقة مثلاً، أو أن يكون المكان بشكل عام غير مناسب لك ولا يتفق مع توقعاتك، سيؤثر ذلك بشكل كبير على إنتاجيتك وتركيزك.
لتجنب الوقوع في المكان الخطأ، احرص على القيام ببحثٍ شاملٍ لكل وجهة قبل أن تقرر الذهاب إليها، تأكد من الطقس خلال الموسم الذي ستسافر فيه، واحصل على فكرة عن مكان إقامتك، بحيث يكون على مسافة قريبة من مكاتب العمل المشتركة والمقاهي ومحلات البقالة، وصالات الرياضة أيضًا.
ابحث في خرائط جوجل وحدد جميع الأماكن التي تود زيارتها وتحقق من قربها. ولا ضير من التواصل مع رحل رقمين آخرين أمضوا وقتًا بذاك المكان، والسؤال عن رأيهم وتجربتهم بشكل عام.
4. إدارة الميزانية بشكل صحيح
من الضروري جدًا أن تضع ميزانية محددة لكل بلد تزورها، لكن سواء كنت تسافر من أجل المتعة أو كرحال رقمي، فمن المؤكد أن هناك بعض النفقات المفاجئة التي تظهر خلال رحلتك وتؤثر بشكل كبير على الميزانية. يزداد أمر تحديد الميزانية صعوبة للمستقلين الذي لا يعملون بدخلٍ ثابت بل حسب كل مشروع. قد يؤدي بك الأمر أحيانًا لتعدي الميزانية بسبب اختلاف العملات وتفاوت سعر الصرف.
لتجنب الخروج عن الميزانية المحدد قدر الإمكان، احرص على تخصيص مبلغ للنفقات الغير متوقعة، واعتمد في حساباتك على المال الموجود بين يديك خصوصًا إن كنت مستقلاً، وليس على المال الذي من المتوقع الحصول عليه. سيساعدك الادخار من فترةٍ لأخرى على وجود صندوق طوارئ للأموال. إضافةً لذلك، قم بدراسة شاملة للنفقات قبل البدء بأي رحلة.
5. الافتقار للروتين
بقدر ما نرغب بالابتعاد عن الروتين، إلا أنه يملك جوانب جيدة تساعدنا على خوض حياتنا اليومية دون بذل الكثير من المجهود والتركيز على الإنتاج. فكونك رحالاً رقميًا قد يضع أمامك الكثير من التحديات اليومية وأحيانًا المفاجئة، وستتطلع مع الوقت للراحة والروتين ربما، إلى جانب كل المتعة التي يحفها السفر.
حاول أن تخلق جدولاً محددًا تلتزم به بغض النظر عن مكانك، كأن تستيقظ في نفس الوقت كل صباح، وتكون لك ساعات محددة للعمل، ويا حبذا لو كان هناك مكان معين يمكن أن تجده في أي بلد تذهب إليها للعمل، كغرفة الفندق مثلاً. خصص يومين من الأسبوع للاسترخاء بعيدًا عن العمل واستمتع بكل ما يحيطك.
6. الحفاظ على العلاقات الشخصية
من السهل أن تنغمس في حياتك الجديدة وتلهى عن تخصيص وقت كافي لأحبابك من الأصدقاء والعائلة، من الممكن أيضًا أن يكون فرق التوقيت عائقًا كبيرًا في التواصل المستمر. إضافةً إلى ذلك، قد تكون كثرة تنقلك عائقًا في حضور بعض المناسبات الخاصة والمهمة.
بالبداية، حدد ساعاتٍ معينة للتواصل، ولا تنس إشراكهم في مغامراتك وأحداثك اليومية بإرسال الصور والفيديوهات. جدول أعمالك أيضًا بما يتناسب مع حضور المناسبات المهمة عند الضرورة، ويمكنك أيضًا إرسال الهدايا والبطاقات البريدية لتشعرهم بقربهم ومكانتهم.
7. التطلع لهدف أسمى في الحياة
السفر الدائم في حد ذاته فكرة جذابة بالبداية، لكنه أيضًا ليس هدفًا كبيرًا بعيد المدى، كذلك بالنسبة لكسب المال. فمع الوقت سيتطلع الإنسان إلى نوعًا من الإرث، كالعائلة مثلاً. جميعنا كبشر نتطلع إلى الاستقرار بشكلٍ أو بآخر، حتى وإن اتخذنا من الترحال أسلوب حياة. لذا، لا بأس بأن تستقر مع عائلتك من وقتٍ لآخر، وتبدأ برسم خطط كبيرة تتضمنهم.