لا شك أن العمل الحر صعب، لكنه بذات الوقت أمر رائع. انظر إلى توم إيوير Tom Ewer مثلًا، فهو يمضي بضع ساعات يوميًا في العمل الذي يستمتع به، ويقضي بقية وقته كما يشاء. صحيح أنه لا يعمل كثيرًا في العمل الحر هذه الأيام، ولكن حين تسأله عن عمله الحر في السابق، فسيخبرك أنه مدين بكل شيء لجذوره في العمل الحر.
على الرغم من أنني أعمل الآن لساعات أطول في اليوم، إلا أنني سعيدة ذلك، فقد أتيحت الفرصة لي مؤخرًا للعمل الحر في الكتابة، إذ كان الثالث والعشرون من ديسمبر عام 2014 آخر يوم أعمل فيه بوظيفة على أرض الواقع، ثم انتقلت بعدها إلى العمل الحر. صحيح أنني أمضي الآن ساعات أكثر بالعمل موازنةً بما كنت عليه في السابق، ولكنني أؤسس الآن عملي عوضًا عن تأسيس عمل شخص آخر.
على الرغم من صعوبة العمل الحر، إلا أنه ليس مستحيلًا، وتجربتي تؤكد ذلك، فقد بدأت العمل الحر في الكتابة منذ بضعة أشهر، وتمكنت من بناء عملي بما يكفي لترك وظيفتي على أرض الواقع، وذلك بعد ثمانية أشهر فقط، كما أنني ربحت أكثر من 5000 دولار في يناير وذلك للمرة الأولى، متضمنةً بذلك بعض الاستشارات الخاصة مع مكتبي السابق.
إليك خمس خطوات رئيسية اتخذتها في عملي الحر وآمل أن تساعدك أيضًا.
اختر شعارا لك
لقد فضّل العديد من أصدقائي اختيار كلمة تمثلهم للعام الفائت، عوضًا عن وضع خطة للعام الجديد، وذلك بغية التركيز على كلمة واحدة طوال العام لإحداث تغيير إيجابي في حياتهم، ومن الأمثلة عن تلك الكلمات التي يمكن اختيارها، الإيمان والثقة والتعاطف والعزيمة؛ أما أنا فقد اخترت شعارًا لعامي الجديد عوضًا عن اختيار كلمة واحدة، وهو “لماذا لست أنا؟ لماذا فيما بعد؟”.
أحاول التفكير في هذا الشعار كثيرًا عندما أشعر بالإحباط لأنني أعمل بجد لبناء عملي، وأحيانًا يبدو عملي هذا بلا ثمار واضحة. يصيبنا الإحباط جميعًا، إذ لا يتعلق الأمر بعدد المرات التي فشلت بها، بل إنه يكمن بمدى قدرتك على النهوض، ويمكن أن تتخذ من الجملة السابقة شعارًا لك.
حالما تعثر على الشعار الذي يناسبك، ضعه نصب عينيك واحفظه مثل شاشة توقف على جهازك المحمول، أو ضعه حيث ترمي أنظارك دائمًا، فمن خلال رؤيتك المتواصلة لذلك الشعار، سينطبع في عقلك اللاشعوري. عندها، ستؤمن به وستركز عليه، وفي النهاية سيُؤتي ذاك الشعار ثماره. إذًا الخطوة الأولى هي أن تتخذ شعارًا لك.
أحط نفسك بالداعمين
من المفيد أن تحيط نفسك بعدد من الأشخاص المستعدين لتقديم الدعم لك عندما تسيطر الكآبة على مشاعرك، لذا اختر عددًا قليلًا من الأصدقاء، أو انضم إلى مجموعة أشخاص يدعمونك ويرشدونك، ويمكنك أيضًا أن تضم زوجتك أو أي شخص تحبه إلى فريقك.
يقدم لك الأصدقاء وأفراد العائلة أشياءً أكثر من مجرد مساعدتك على النهوض عندما تتعثر، فهم يشجعونك دائمًا ويقدمون أفكارًا تساعدك على تجاوز مشكلاتك، كما أنهم يلهمونك المسار الصحيح في أعمالك.
لقد قلت دائمًا أن عدم تشجيع زوجي لي في بعض الأعمال الحرة كان كافيًا لإنهائها، فبصفته رجل أعمال قوي، فأنا أحتاجه في فريقي ليؤمن بما أحاول القيام به، وعندما تركت وظيفتي اليومية وتوجهت نحو العمل الحر، كان ذلك بمثابة نقلة نوعية في حياتي.
إضافةً إلى ذلك، أنا أعَد جزءً من مجموعتين للدعم والتوجيه، كما أنه لدي صديقات داعمات، ودائمًا ما يشجعنني على عملي ويشاركنني فيه، لذا انضم إلى مجموعة أشخاص يدعمونك ويرشدونك، ويمكنك أيضًا أن تضم زوجتك أو أي شخص تحبه إلى فريقك.
حدد أهدافك
من المهم أن تظل مسؤولًا عن نفسك من خلال معرفة المهام المطلوبة لنشاطك التجاري وتتابع تقدمك نحوها، فأنا شخصيًا أتأكد من أنني أكتب الكثير من المقالات أسبوعيًا، وأنني أتقدم على الكثير من الوظائف وأتواصل مع العديد من الأشخاص، فهدفي على سبيل المثال أن أكتب 10 مقالات أسبوعيًا لمدونتي الخاصة أو لمدونات أشخاص آخرين، وأن أتقدم على خمس وظائف وأن أعلق على 10 مدونات على الأقل.
قد لا يكون هناك عائد مباشر للمهام السابقة، إلا أن كل خطوة تنفذها تمثل زيادةً تدريجيةً في الاحتكاك مع الأشخاص، والتي يمكن أن يكون التأثير التراكمي لها هائلاً بعد فترة من الزمن، لذا حدد مهامك وأهدافك التي تسعى إلى تحقيقها أسبوعًا بعد الآخر.
ابدأ في تجميع حالات الرفض
لقد سمعنا جميعًا عن ستيفن كينج، ولكن ما لم تسمعه عنه أنه عندما كان يحاول النشر لأول مرة، فإنه كان يتلقى الكثير من حالات الرفض، فكان يجمع تلك الرسائل ويثبتها واحدةً تلو الأخرى على الجدار أمام مكتبه، وانظر إلى مكانته الآن بعدما استخدم تلك الرسائل مثل حافز للنجاح، فعوضًا عن استخدامها ذريعةً من أجل التوقف والاستسلام، اجعل هدفك الرئيسي “كم عدد حالات الرفض التي يمكنني الحصول عليها شهريًا؟”، وحدد مهامك الأسبوعية وتقدم على أكبر عدد ممكن من الوظائف، واطلب الإحالات من عملائك الراضين عن أدائك، ولا تنسى أن تتواصل مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص المؤثرين.
لا تدع الخوف ينال منك، ولا تجعل الرفض يؤثر عليك سلبًا، فعوضًا عن ذلك، انظر كم حالة رفض يمكنك أن تثبت على الجدار أمام مكتبك، وعُد كل كلمة “لا” نجاحًا وخطوةً أقرب إلى كلمة “نعم” في المستقبل.
تتبع نتائجك
لقد سمعت ذات مرة حكمةً أعجبني، إذ يقول كاتبها “ما لا يُقاس لا يمكن تحسينه”، لكنني لم أعرف مطلقًا من هو هذا الكاتب، وأعتقد أنه من الصعب معرفة اسم الكاتب عبر المواقع الإلكترونية، لأن كلًا منها ينسب الحكمة إلى كاتب مختلف عن الآخر. لكن بغض النظر عن كاتبها، فهي حكمة رائعة، إذ لا يمكنك أن تكون ناجحًا ما لم تقِس نتائجك.
شخصيًا، أحاول قياس بعض الأشياء على أساس منتظم، إذ أقيس الأشياء المتعلقة بأدائي، مثل عدد المقالات أو المنشورات التي أكتبها، وعدد الوظائف التي أتقدم عليها، وكذلك عدد الاتصالات التي أجريها، كما أنني أتتبع أشياءً أخرى، مثل حركة البيانات ومقاييس وسائل التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى دخلي المادي، ولكنها أشياء لا تعتمد عليّ كليًا، لذا أحاول التركيز على الأشياء التي تعتمد عليّ تمامًا، مثل الأنشطة التي أقوم بها، وكذلك إدارة وقتي. يمكنك أن تتّبع ذات الطريقة وذلك بأن تحدد المقاييس التي تعتمد عليك، ثم تحدد أهدافًا تتعلق بها، ولا تنسى أن تراقب نتائجك يوميًا وأسبوعيًا وشهريًا.