ما هي الخطة الاستراتيجية؟
تمثل الاستثمارات متوسطة الأمد الذي تساهم في تحقيق استراتيجية الشركة خلال فترة مستقبلية محددة طويلة الأمد، غالبًا ما تمتد لخمس سنوات أو أكثر. يمكن أن تكون الخطة الاستراتيجية وثيقةً ورقيةً أو إلكترونية واحدة أو ملفًا عديد الصفحات، وهذا يرجع إلى نوع العمل، وتعقيده، وحجمه.
الفرق بين الخطة الاستراتيجية والخطة التشغيلية
بالرغْم من اقتراب المصطلح اللغوي للاستراتيجية والخطة الاستراتيجية والخطة التشغيلية، إلا أن المصطلحات الثلاثة مختلفة اختلافًا هامًا في عالم الأعمال. تُعدّ الاستراتيجية بمنزلة اتجاه طويل الأمد لمسار الشركة، وتمثل المهام التي ستؤديها الشركة للمنافسة والنجاح في الأسواق المستهدفة.
أما الخطة الاستراتيجية فهي المبادرات والاستثمارات المطلوبة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة، وتركز على كيفية تحقيق الأهداف طويلة الأجل. في حين أن الخطة التشغيلية تتمثل في تنفيذ مشاريع وتغييرات محددة، وتركز على تنفيذ أي مهام غير مدرجة في الخطة الاستراتيجية.
ما هي المهارات اللازمة لإعداد الخطة الاستراتيجية؟
نظرًا لحساسية الخطة الاستراتيجية في تأثيرها على مستقبل الشركة، لا بد من إسناد مهمة إعداد الخطة الاستراتيجية إلى موظفين أكْفاء قادرين على بناء خطة مناسبة لعمل الشركة، ولا بد أن يمتلكوا المهارات اللازمة لإعداد هذه الخطط.
- مهارات التواصل: من المهارات الأساسية التي يجب على المخطِط امتلاكها هي القدرة على التواصل، إذ يقضي معظم المخططين وقتهم في الاتصال مع الآخرين. يجب أن يمتلك المخطط القدرة على توصيل النتائج، وما طُوِّر ضمن الخطة بفاعلية، بهدف دعم الشركة بالوصول إلى أهدافها وغاياتها.
- المهارات التسويقية: لا بد لمن يقوم بإعداد هذه الخطة امتلاك الخبرات الكافية في تحليل السوق الذي تعمل الشركة ضمنه، إذ يجب أن يكون قادرًا على إجراء أبحاث السوق، وتحديد استراتيجيات النمو في السوق وتطويرها.
- المهارات التحليلية: يجب أن يتمتع المخطِّط الاستراتيجي بالقدرة على تحليل المعلومات، وإنشاء خطة استراتيجية قابلة للتطبيق، وتتضمن المهارات التحليلية تحليل السوق، وتحليل البيانات، وغيرها بهدف تعزيز الإمكانيات وتجنب الخيارات التي تضر بمصلحة الشركة.
- التفكير النقدي: يجب أن يمتلك المحلل المهارات الفكرية المرتبطة بالتحكيم الموضوعي دون اتباع الأهواء الشخصية في اتخاذ القرار، والقدرة على تقييم المصادر المختلفة للبيانات والمعلومات، واستخلاص النتائج بناءً على هذه المصادر.
كيفية إعداد خطة استراتيجية محكمة؟
تتكون الخطة الاستراتيجية المتكاملة من عدة مكونات أساسية شاملة لكل الجوانب اللازم أخذها بالحسبان لزيادة فرص نجاحها التي ستوضع حيز التنفيذ.
1. كوّن رؤية واضحة للشركة
لا بد من تحديد الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى للشركة، إذ يجب الاهتمام بالهدف الاستراتيجي للشركة في هذه المرحلة، وتحديد رؤية تساعد في تحفيز الفريق على تحقيق الأهداف. لا بد من الابتعاد عن الأهداف التي تركز على أداء المشاريع في هذه المرحلة، وتخصيص وقت وجهود أكبر من قِبل كامل الفريق للتخطيط للأهداف البعيدة.
2. أثقل الخطاب التحفيزي
يمثل الخطاب التحفيزي أو ما يعرف بمهمة الشركة وصف مختصر لأعمال الشركة في الخطة الاستراتيجية القادمة. تظهر أهمية الخطاب التحفيزي كونه المساهم الأول في توضيح سبب توكيل الأعمال للموظفين، وتوجيه قدراتهم ذاتيًا نحو تحقيق هذا الهدف. فوفقًا لرجل الأعمال الأمريكي “سيث غودين”، الغرض من الخطاب التحفيزي هو وصف حالة أو إيجاد حل مقنع لدرجة تثير رغبة الطرف الآخر لسماع المزيد، حتى بعد انتهاء الخطاب.
3. اجعل بيان المهمة شاملًا لأعمال شركتك
يوضح بيان المهمة ما تحاول الشركة تحقيقه، إذ يمثل عنصرًا أساسيًا للأطراف الخارجية كالعملاء والوكلاء والمستثمرين، فقد يساهم بيان الشركة في توجيه قراراتهم نحو سلوك ترغبه شركتك في التعامل معهم. تختلف رؤية الشركة عن مهمة الشركة، إذ تمثل الأولى الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها، بينما تمثل الثانية خطوات الوصول لهذه الأهداف.
4. خطّط لأهداف واضحة ودقيقة
يُعدّ تحديد الأهداف وتحقيقها العنصر الأهم في أي خطة استراتيجية، عادةً ما يعيّن فريق التخطيط أهداف لمدة خمس سنوات لاحقة، وهي فترة مرتبطة بظروف السوق ونوع الخدمة التي تقدمها الشركة.
5. حدد مؤشرات الأداء الرئيسية المناسبة
لكل شركة مقاييسها ومؤشرات الأداء الرئيسية KPIs الخاصة بها. من خلال تتبع مؤشرات الأداء، يمكن للشركة ضبط عملها وإجراء التعديلات عليه وفق الحاجة. يوفر ضبط مؤشرات الأداء الاستراتيجية والتشغيلية للشركة أداة قوية للاستخدام عند تنفيذ التغيير.
6. حدد العملاء المستهدفين
لا بد من تحديد رغبات واحتياجات كل مجموعة من مجموعات العملاء المستهدفين، لذا يجب التركيز على الجهود التسويقية بهدف الحصول على عائد أكبر على الاستثمار، وجذب العملاء بواسطة التواصل المباشر مع العملاء المستهدفين، والعمل على تحقيق احتياجات العملاء ورغباتهم.
7. حلّل السوق المستهدف
لا بد من إجراء تحليل للسوق لمعرفة كيفية نمو أعمال الشركة الخاصة بك، إذ يجب أن يتضمن إطار التحليل قدرات الفريق على تنمية الأعمال التجارية للشركة. أيضًا ينبغي تخصيص الوقت الكافي لإجراء تحليل SWOT لكشف نِقَاط القوة والضعف، ومعرف الفرص والتهديدات التي تواجه الشركة، إذ يمكنك التحليل من اتخاذ القرار الصحيح عند حدوث خطر خُطِّط له مسبقًا.
8. حلّل المنافسين والميزات التي يمتلكونها
من الضروري إجراء تحليل للمنافسين ضمن السوق المستهدف، ليس من الضروري إجراء تحليل شامل لكل منافس، إذ يمكن الاكتفاء بسرد مجموعة المنافسين الرئيسين، وتحديد نِقَاط قوتهم وضعفهم، وإنشاء مصفوفة التموضع، إضافةً إلى دراسة قوى بورتر بهدف تحديد مكانك في السوق، والميزة التنافسية التي تملكها نسبةً للخدمات والمنتجات المقدمة من قِبل شركتك.
9. تأكد من امتلاك فريق العمل للقدرات
يجب أن تتضمن الخطة الاستراتيجية رؤية عامة عن القدرات البشرية اللازمة لتنفيذها، دون الغوص بتفاصيل هذه القدرات وتعيينها. يشمل هذا المكون دراسة الموارد البشرية اللازمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المرسومة، وتحديد أنماط الأشخاص الذين يجب ضمهم إلى فريق العمل لتحقيق هذه الأهداف.
10. الخطة التشغيلية
تساهم خطة العمليات في رسم سياسة تحقيق الأهداف والفرص. تُحدَّد المشاريع الجزئية التي تمثل أجزاءً من الأهداف الاستراتيجية ضمن هذا المكون، إضافةً إلى تعيين طريقة إكمال المشاريع. تُرسَم الخطط التشغيلية من خلال وضع المخطط الزمني للمشروع، خصوصًا مخطط غانت، لتحديد زمن بداية كل مشروع ومن هو المسؤول عن إدارته.
11. الخطة المالية
تُعدّ الخطة المالية الجزء الأخير من الخطة الاستراتيجية للشركة، وتشمل التوقعات المالية للمصروفات، إضافةً للتوقعات المالية للإيرادات من خلال الفرص والتهديدات التي ظهرت في تحليل السوق. يجب تتبع الخطة المالية الموضوعة سنويًا، إذ لا بد من تعديل الخطة المالية بعد دراسة جميع المؤشرات، لتناسب التوجه الذي يحقق الهدف الاستراتيجي للشركة.