من هو المدير الناجح؟
لا بُدّ أولاً من تعريف المدير الناجح، ومتى يكون ناجحاً، ما مهامه التي يتمتع بها، وما طريقة تواصله مع موظفيه الذين يشرف عليهم، إضافةً إلى طريقة تعامله معهم.
وقد تختلف وجهات النظر حول تعريف المدير الناجح، وأيضاً حول تحديد صفاته، وذلك بسبب تعدد التجارب المختلفة التي نمر بها في الحياة المهنية، إضافةً إلى الميول لترجيح صفة على أخرى باعتبارها أولى في المكانة، والوجود في المدير الناجح.[١]
أمّا تعريف المدير الناجح فيمكن القول بأنّه الشخص الذي يستطيع نشر روح الحيوية في بيئة العمل، وجعلها متجددة نابضة بالحياة بعيدة عن الملل والرتابة والجمود، إضافةً إلى محاولته في خلق أفكار ملهمة للعمل؛ يجعل جميع الموظفين يتطلّعون إليها، من خلال بحثه الدائم عن طرق إبداعية وصولاً إلى بيئة عمل متميّزة ومختلفة.[١]
أضف إلى ذلك أنّ المدير الناجح هو صاحب علاقات اجتماعية متينة مع موظفيه، وعلى مسافة قريبة منهم جميعاً، يتفهّمهم ويكون بجانبهم في أوقاتهم الصعبة، وكذلك يحفّزهم على العمل والإبداع، ويحاول إيجاد حلول لجميع مشاكلهم في العمل بل حتى خارجه، فهو صديق مقرّب وليس مجرد مدير يشرف على موظفيه، ويأمرهم بتنفيذ واجباتهم فقط.[١]
ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ وجود مدير ناجح في شركة ما، يجعل من الشركة ناجحة أيضاً؛ حيث يكون المدير الناجح يحسن التصرف والإدارة، وأيضاً حكيم في استغلال الموارد والوقت، ويتعامل مع المشاكل والصعاب برويّة وهدوء.[١]
الأمر الذي يترتب على ذلك النهوض بالشركة، وتحقيق المزيد من النجاحات للشركة، عدا السمعة الجيدة التي ستشاع عن الشركة، وبالتالي سيبحث العملاء عن الشركة بل حتى الموظفين ليلتحقوا بها.[١]
المهارات الإدارية للمدير الناجح
التواصل الفعّال
تُعدّ مهارة التواصل من المهارات الأساسية التي يجب أن يتمتع بها المدير الناجح؛ لأنّه يجب على المدير أن يكون على مقربة من الموظفين، ولديه القدرة على معرفة المستجدات منهم أول بأول، ويفهم ما يريدون قوله وإيصاله له، وبالتالي يكون المدير حلقة الوصل بين الموظفين والإدارات العليا، بل حتى بين العملاء والشركة.[٢]
مهارات القيادة
لا شكّ بوجود فروق بين المدير والقائد، لكن هذا لا يعني أنّ المدير -خاصة الناجح- لا يتمتع بصفات قيادية؛ تجعله يوّحد أفراد الفريق المختلفين، ويحثّهم على العمل وصولاً لغايات مشتركة للمؤسسة.[٢]
أضف إلى ذلك أنّ المدير الناجح سيكون قدوة لبقية الموظفين، فإذا كان قائداً يستطيع إدارة الاجتماعات وتحديد الأهداف ودعم الموظفين وتفويض المهام، سيؤدي إلى اقتداء باقي الأفراد به.[٢]
القدرة على التخطيط
يُعدّ المدير المسؤول الأول عن العمل بأكمله؛ لذا لا بدّ له من مساعدة موظفيه بوضع خطط للعمل لكافة المهام المختلفة، حيث يكون المدير هو المسؤول عن نتيجة أي خلل في خطة تم وضعها.[٣]
الأمر الذي يجعل مهارة التخطيط من المهارات المهمة التي يجب أن يتمتع بها المدير؛ ليكون مديراً ناجحاً، وصولاً إلى اختيار الخطط الأفضل والتي تضع شركته على الطريق الصحيح للنجاح.[٣]
سرعة البديهة والاهتمام بالتفاصيل
يشترك أغلب المدراء الناجحين بمهارة سرعة البديهة، التي تجعلهم ينفذّون المهام بفاعلية وسهولة، كامتلاكهم مهارات التذكر والتحليل وتنفيذ جميع المهام بطريقة سهلة وواضحة، وأيضاً امتلاك مهارة الاهتمام بالتفاصيل -خاصة الصغيرة-، التي من شأنها إضفاء التميّز على عملهم بطريقة جميلة وملحوظة.[٤]
حل المشكلات
لا بُدّ للمدير الناجح من تقديم حلول عملية وفعّالة؛ تجاه المشكلات التي تواجه الموظفين، وذلك من أجل تفادي تفاقمها، كما تحتاج مهارة حل المشكلات من المدير الناجح استيعاب المشكلة، والوقوف على أسبابها، وإيجاد أفضل الحلول لعدم تكرارها.[٤]
إدارة الوقت
من المؤكد والمتفق عليه أنّ المدير الناجح لديه القدرة على تنظيم الوقت، وإدارته بطريقة فعّالة؛ وذلك من خلال تنظيم أوقات العمل والمهام المختلفة، حيث يقوم تخصيص وقت معيّن لكل مهمة، لكي لا يضيع الوقت هباءً من دون تحقيق الإنجازات، والتقدم بخطط الشركة.[٣]
التفويض
يُعدّ المدير من أكثر الأفراد الذين تتعدد مهامهم ومسؤولياتهم في العمل؛ لذا لا بُدّ له من امتلاك مهارة التفويض، التي قد يحتاجها في الأوقات الضيقة، والمهام المستعجلة.[٢]
بناء العلاقات
تتمثل مهارة بناء العلاقات القدرة على بناء علاقات جيدة مع الناس بشكل عام، ولا بدّ للمدير الناجح من التمتع بهذه المهارة، وخاصةً أنّ العلاقات الاجتماعية الجيدة تشكّل أهمية أساسية لنجاح الشركات.[٢]
اتخاذ القرارات
إذا لم تكن عند المدير الناجح القدرة على اتخاذ القرار بشجاعة، فلن تفيد باقي مهاراته التي ذكرناها سابقاً؛ لذا لا بُدّ من تمتع المدير بصفة الشجاعة، وتحمّل المسؤولية تجاه القرارات التي يتخذها، ويسبق ذلك دراسة واعية مفصّلة لهذه القرارات.[٣]