ما الفارق بين حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال؟
يظن البعض أن حاضنات الأعمال (Business Incubators)، ومسرعات الأعمال (Business Accelerators) هما مصطلحان لنفس الشيء. لكن الحقيقة أنه رغم تشابههما، إلا أن هناك بعض الاختلافات الجوهرية التي لا بد لأي رائد أعمال يخطط للانضمام إلى إحداهما معرفتها، كي يستطيع التفريق بينهما واختيار أي منهما أنسب له حسب المرحلة التي توجد عليها شركته الناشئة.
حاضنات الأعمال (Business Incubators) هي شركات تقدم برنامج متكامل للشركات الناشئة، والمشاريع الجديدة في مراحلها الأولى. يساعدها على بلورة أفكارها في شكل منتج، أو خدمة وفق إطار زمني مرن ينتهي بإصدار المنتج النهائي.
أمّا مسرعات الأعمال (Business Accelerators) فهي مؤسسات تقدم الدعم للشركات الناشئة النامية، والتي تجاوزت المراحل الأولى من تأسيسها. برنامج مسرعات الأعمال يمنح الشركات التي أثبتت جدواها إمكانية الوصول للإرشاد، والمستثمرين وغيرها من أشكال الدعم، لمساعدتهم على أن يصبحوا شركات مستقرة ومكتفية ذاتيًا.
توجد العديد من الفوارق بين حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال. تتمثل هذه الاختلافات في طريقة عمل كليهما، وبالتبعية اختلاف الخدمات المقدمة إلى الشركات. في الوقت نفسه هناك بعض أوجّه للتشابه بين الاثنين. تهدف كلًا من حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال إلى تقديم خدمات التدريب والتوجيه إلى الشركات، وفقًا لاحتياجها بالطبع وطبيعة المرحلة التي تمر بها. كذلك تحرص على توصيلها بالخبراء في المجالات المختلفة، وفي نهاية البرنامج تمكّن الشركة من تطوير عرضها التقديمي إلى المستثمرين.
تنظّم بعض الحواضن والمسرّعات أحيانًا يوم العرض (Demo Day) للشركات، تتيح لها في هذا اليوم عرض أفكارها على المستثمرين والجهات المهتمة بتقديم الدعم لها. وتكون هذه من أهم الفرص التي تساعد الشركات في الحصول على التمويل بانتهاء البرنامج. أمّا عن أهم الفوارق بين الاثنين، التي ستحتاج لفهمها جيدًا، حتى تكون قادرًا على اختيار الأنسب لشركتك فهي كالتالي:
1. مجال الاهتمام
- حاضنات الأعمال: تهتم حاضنات الشركات الناشئة بالشركات في مراحلها الأولى، وفي وقت أبكر من نموها. ولا تعمل وفق إطار زمني معين، فقد تصل المدة إلى سنة في بعض الأحيان. تختلف فترة احتضان الشركات بناءً على تطور الشركة وسرعة نموها.
- مسرعات الأعمال: بالنسبة إلى مسرعات الأعمال فهي تعمل على تسريع نمو الشركات، وتوسيع نطاقها في إطار زمني محدد يكون بين 3 إلى 4 أشهر. تعتمد العديد من المسرعات في اختيارها للشركات على المنافسة، وتقلل من عدد المشاركين للحصول على الشركات الواعدة فقط.
2. نموذج العمل
- حاضنات الأعمال: تساعد حاضنات الأعمال الشركات في إنشاء نموذج أولي عبر تطوير الفكرة إلى نموذج عمل، واختبارها والمساعدة في نقلها إلى السوق.
- مسرعات الأعمال: من جهتها تركّز مسرعات الأعمال على الشركات التي تملك نموذج عمل واعد، ثم تساعد أصحاب هذه الشركات في تحقيق فرص للنمو والتوسع، حتى يصبح نموذج العمل أكثر ربحية.
3. الخدمات المقدمة
- حاضنات الأعمال
توفر الحاضنة المثالية مساحة عمل مشتركة للشركات، مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من الشركات من مختلف المجالات والبلدان، كما توجد بها مكاتب عمل خاصة، كذلك يتم فرض رسوم إيجار شهرية أو سنوية للشركات المنضمة إليها.
لذا، فهي على الأغلب لا تأخذ جزء من حصص الملكية أو تستثمر في هذه الشركات. كما أن معظم حاضنات الأعمال مستقلة، لا تنتمي لأي شركة أو منظمة. لكن توجد حاضنات تحت رعاية أو إدارة المستثمرين الممولين، شركات رأس المال الاستثماري، الهيئات الحكومية، والشركات الكبرى.
- مسرعات الأعمال
من جهتها تعتمد المسرعات على نظام التمويل، ويتم تمويلها من طرف شركة قائمة. تقدم المسرعات خدمة التعليم المكثف، والمُركَّز، وبوتيرة سريعة لمؤسسي الشركات الناشئة في فترة لا تتجاوز بضعة أشهر، وعلى الأغلب في النهاية تحصل على جزء من حصص الملكية في الشركة. لدى مسرعات الأعمال دور كبير في جذب التمويل الأولي في المرحلة المبكرة من عمر الشركة.
أنواع حاضنات الأعمال
بشكل عام فإن حاضنات الأعمال تشير إلى مساحة عمل مقدمة للشركات الناشئة الجديدة، غير أن نشاطها يختلف من حاضنة أعمال إلى أخرى. توجد العديد من الحاضنات المتخصصة في مجال أو صناعة معينة وهي تسعة أنواع:
1. حاضنة الأعمال الافتراضية
تعرف أيضًا باسم حاضنات الأعمال عبر الإنترنت. ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي لدعم الشركات الناشئة التي تحتاج إلى رأس المال، والمشورة لتجسيد أفكارها على أرض الواقع. يقدم هذا النوع من حاضنات الأعمال الدعم على شكل خدمات، واستشارات عبر الإنترنت في مقابل احتفاظ الشركات بكامل مستودعاتها ومكاتبها خارج الحاضنة.
2. حاضنة الأعمال التكنولوجية
حاضنة الأعمال التكنولوجية (TBI) هي مؤسسة تساعد الشركات الناشئة القائمة على التكنولوجيا بكافة الموارد والدعم الضروري الذي تحتاجه الشركة الناشئة للتطور والنمو إلى شركة ناضجة، من دعم للبنية التحتية، ودعم تطوير التكنولوجيا والنموذج الأولي، والمساعدة البحثية، والمساعدة في الحصول على التمويل، والمساعدة في استشارات الأعمال، والمساعدة التسويقية، والقيام بكل ما هو ضروري لإنجاح الشركة الناشئة.
3. حاضنة طبية
نظرًا لحساسية المجال الطبي وضرورة تقديم خدمة أو منتج مميز خالي من العيوب، تواجه معظم الشركات الناشئة الطبية على مستوى العالم تحديات عديدة في الوصول إلى المنتج الفعال والمثالي. هذه الصعوبات تدفع الشركات الناشئة في المجال الطبي للجوء إلى الحاضنات الطبية، للحصول على الدعم وزيادة فرص نجاحها.
تركز الحاضنات الطبية على الأجهزة الطبية، والموارد الحيوية وكل ما يخص التقنيات الطبية الحديثة، التي تعتمد على التكنولوجيا. تقدم الدعم للشركات الناشئة الطبية التي تركز على خدمات الصحة الرقمية، الرعاية الصحية، والتكنولوجيا الطبية والمعلوماتية.
4. حاضنات المطبخ
ساعد التطور الكبير الذي شهده مجال الأغذية في زيادة عدد الشركات الناشئة في هذا المجال، التي تعمل على تلبية طلب المستهلكين من المنتجات المحلية. أدت هذه الزيادة في الطلب على صناعة المواد الغذائية إلى ظهور حاضنات المطبخ أو ما يسمى “حاضنات الطهي”.
تسعى هذه الحاضنات إلى مساعدة الشركات الناشئة الغذائية في الحصول على ميزة تنافسية لدى دخول السوق المحلي. توفر لهم مساحة عمل لإعداد الطعام، ورأس مال كاف لتغطية التكاليف المرتفعة للمواد الغذائية ومعدات المطبخ والإيجار.
5. الحاضنات الاجتماعية
يُركِّز هذا النوع من حاضنات الأعمال على رواد الأعمال الاجتماعيين، الذين يعملون على تغيير وتحسين حياة الآخرين عبر إيجاد حلول لتحدياتهم الاجتماعية، وضمان التنمية المستدامة، وإيجاد فرص العمل، والتخفيف من مستويات الفقر. تزود الحاضنات الاجتماعية رواد الأعمال الاجتماعيين بكل الموارد اللازمة لتوسيع أعمالهم، وتوفر لهم المعرفة الضرورية لتقديم السلع الاجتماعية وإحداث تأثير بيئي أو اجتماعي إيجابي.
6. مسرعات البذرة
تعرف هذه الحاضنات كذلك باسم مسرعات الشركات الناشئة، وتركز على الشركات الناشئة المبكرة في مراحلها الأولى. تقدم الإرشادات والمساعدة التعليمية لفترة زمنية محددة. تركز على مجموعة واسعة من الصناعات في اختيارها للشركات الناشئة.
7. استوديو الشركات الناشئة
تعرف هذه الحاضنات أيضًا باسم مصنع الشركات الناشئة، أو منشئ المشاريع، وهي متخصصة في توليد الأفكار. تبدأ العملية عبر فكرة أو فريق، بعدها يتم التحقق من صحة الفكرة، للتأكد من قابليتها للانتقال للسوق أم لا.
8. البناء المغامر
تسمى كذلك بشركات بناء المشاريع أو أستديوهات إنتاج المشاريع، وهي عبارة عن مؤسسات تبني الشركات الناشئة باستخدام أفكارها ومواردها الخاصة. تقوم هذه المؤسسات بتجميع الأفكار من داخل شبكة الموارد الخاصة بهم، والاستعانة بالفريق المناسب من المستشارين، ومديري المبيعات ومطوري الأعمال، وغيرهم من الخبراء لتطويرها.
9. مسرع الشركات
مسرع الشركات عبارة عن برنامج تديره شركة كبيرة وفق فترة زمنية محددة. يتضمن هذا البرنامج الجماعي الإرشاد ورأس المال الأولي، وكل الموارد التي تحتاجها الشركة الناشئة للنمو. في مقابل هذه الأنواع من حاضنات الأعمال، نجد حاضنات أخرى عامة تجمع بين شركات ناشئة من مختلف المجالات والصناعات.