يتطلع جميع رواد الأعمال إلى إعادة استثمار أرباحهم لزيادة معدل نمو نشاطهم التجاري، ومع ذلك فإن إعادة الاستثمار لا تقتصر على ضخ الأموال فحسب، إذ يتعلق الاستثمار أيضًا بالوقت والجهد والخبرة، إضافةً إلى وضع خطة مدروسة جيدًا، لذا سنقدم في هذا المقال خمس طرائق جيدة تساعدك على تحقيق النمو من خلال إعادة استثمار أرباحك بالأماكن المفيدة.
تفويض المهام
يقول بيتر دراكر Peter Drucker:
امضِ وقتك في أداء المهام التي تنفرد بالقدرة على إنجازها، وفوِّض المهام الباقية للآخرين.
تُعَد الاستعانة بأشخاص آخرين لأداء مهامك اليومية الاعتيادية أسهل طريقة لاستثمار أرباحك، ولا يُشترط أن يكون لديك شركة كبيرة للاعتماد على هذه الطريقة، فإذا كان لديك الكثير من المهام الإدارية اليومية فيمكنك تفويضها لأشخاص آخرين، مما يساعدك على توفير قدر كبير من الوقت الذي يمكن أن تقضيه في تطوير أعمالك وتنميتها.
لكي ترتقي بعملك يجب أن تتبنى عقلية رائد الأعمال وأن تدرك أنه ليس من الضروري أن تقضي أمسياتك وعطلات نهاية الأسبوع في تحديث صفحتك على فيسبوك Facebook على سبيل المثال.
على الرغم من أن نجاح عملك يقع على عاتقك بالدرجة الأولى، لكن لا يعني ذلك أن تنجز جميع المهام بنفسك، فهناك الكثير من الوظائف الذي يمكن لأشخاص آخرين إنجازها عوضًا عنك، والتي غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلًا، إذ يمكنك تفويضها لمساعد افتراضي أو لموظف لديك.
يمكنك العثور على المساعدين الإداريين ذوي الخبرة من خلال منصات العمل الحر، مثل منصة خمسات للخدمات المصغرة ومنصة مستقل للمشاريع الأكبر، وتختلف أجور ساعة المستقلين بناءً على خبراتهم ومواقعهم الجغرافية، إذ تتراوح عادةً بين 10 إلى 300 ريال للساعة الواحدة، فإذا كانت قيمة ساعة عملك 150 ريال مثلًا، وكنت تقضي 5 ساعات شهريًا في إدخال البيانات، فلماذا لا تستأجر محاسبًا جيدًا مقابل 20 ريال في الساعة، وتقضي تلك الساعات الخمس في الأعمال المهمة، فتكسب بذلك 900 ريالًا إضافيًا كل شهر.
الاستعانة بمحترفين للمهام الخاصة
على الرغم من أنك أثبتت أنك جيد في ما تفعله، لكن هناك بعض المهام الخاصة التي تحتاج إلى محترفين متخصصين، مثل تصميم موقعك الإلكتروني وتطويره، لذا ستحتاج على الأرجح إلى الاستعانة بخبرات المتخصصين.
بصفتك مديرًا لشركة صغيرة أو شركة ناشئة، فقد لا تتمكن من توظيف متخصص بدوام كامل، ولا سيّما وأنك لن تحتاجه إلا ببعض الأوقات المتقطعة لمهام معينة، مثل إعادة إطلاق موقعك الإلكتروني أو إذا كنت تريد تصميم تطبيق للهواتف المحمولة لتعرض فيه منتجاتك وخدماتك، لذا يمكنك في هذه الحالة الاستعانة بخبرات المستقلين المتخصصين في كل مرة تحتاج فيها إليهم، مما يوفر عليك تحمل الأعباء المادية الكبيرة.
تكمن الصعوبة هنا في العثور على شخص خبير ويعمل وفقًا للمعايير التي تتوقعها، والحل الأفضل هنا أن تلجأ إلى معارفك المهنية وتطلب منهم التوصية بخبير تعاملوا معه سابقًا، وهي الطريقة التي يعتمدها كثير من رواد الأعمال، لكن إن لم يكن لديك الكثير من المعارف المهنية، أو لم تتمكن من العثور على مستقل لأي سبب من الأسباب، فإن منصات العمل الحر هي الحل المثالي في هذه الحالة، مثل منصة مستقل ومنصة خمسات، إذ يمكنك العثور على العديد من الخبراء المتخصصين في مجالاتهم.
تعيين مدير للمشروع
يُعَد تعيين مدير لمشروعك التجاري من أصعب القرارات التي يمكن أن تتخذها أثناء عملك، إذ يحتاج الأمر إلى قدر كبير من التفكير والتخطيط بعناية، فإدارة المشاريع هي علم إنجاز الأشياء، وعندما تقرر تعيين مدير لمشروعك التجاري فإنك ستتوقع منه اتباع نهج فعال في إنجاز المهام أو الأهداف التي فوضتها إليه.
يتمتع مديرو المشاريع بالقدرة على التخطيط المستقبلي ووضع الأهداف بعيدة المدى، كما أن لديهم القدرة على توحيد أجزاء عملك وجعله ككيان واحد ومتكامل، إضافةً إلى ذلك، يجب أن يمتلك مديرو المشاريع مهارات التواصل اللازمة للتعاون مع فريق العمل، وكذلك تحفيز الفريق إذا لزم الأمر وبث روح الحماس في نفوسهم لكي يصل المشروع إلى نهايته المرجوّة.
إذا وصلت إلى مرحلة تستعين فيها بمساعدين إداريين لإنجاز المهام اليومية الاعتيادية وتعتمد على المحترفين المتخصصين للمهام الخاصة، فإن تعيين شخص يشرف على متابعة فريقك ويحرص على سير الأمور جيدًا قد يمنحك الوقت الكافي للتركيز على تنمية عملك وتطويره، ويتطلب الأمر بالتأكيد قدرًا كبيرًا من الثقة لكي تتخلى عن إدارة عملك لشخص آخر، لكنك ستحتاج إلى هذه الخطوة إذا كنت تطمح إلى توسيع نطاق عملك.
إعادة تصميم موقعك الإلكتروني
عندما يزور شخص ما موقعك الإلكتروني لأول مرة، فإنه يجب أن يحصل على انطباع إيجابي حول نشاطك التجاري والمنتجات أو الخدمات التي تقدمها، ولا سيّما إذا كنت تعمل في تصميم المواقع، لأن العميل لن يوظفك لشيء لم تستطع فعله لنفسك، فعلى سبيل المثال، لن توافق لجنة التوظيف في فندق فخم على تعيين مرشح غير مهذب يرتدي ملابس قذرة كمدير استقبال في الفندق، وبالمثل لن يقوم العميل المحتمل بتوظيفك لإصلاح موقعه الإلكتروني عندما يبدو موقعك الإلكتروني وكأنه مُصمَّم منذ عام 2005 من قِبل أحد الهواة.
ومن ناحية أخرى، يجب أن تحرص على توافق صفحات موقعك الإلكتروني مع كل من الهواتف المحمولة والحواسيب على حد سواء، فقد أظهر استطلاع رأي حديث أن أكثر من ثلث الأمريكيين يمتلكون حواسيب محمولة، وأن 61% من الناس لديهم هواتف ذكية، لذا فإن وصل هؤلاء الناس إلى موقع بطيء وغير متوافق مع أجهزتهم المحمولة، فمن المرجح جدًا أن ينسحبوا من موقعك الإلكتروني ويبحثوا عن مكان آخر.
ليس من الجيد أن يكون لديك نشاط تجاري عظيم يخذله موقع إلكتروني سيئ، حيث أن الموقع الإلكتروني السريع والحديث سيساعدك على إبقاء الزائرين لفترة أطول، والذي بدوره يؤدي إلى إلى زيادة معدلات التحويل ومنه زيادة أرباحك.
في حال لم تكن خبيرًا بتصميم المواقع الإلكترونية فيمكنك الاستعانة بخبراء متخصصين لإصلاح موقعك الإلكتروني، واحرص على أن تختار مصممين عصريين وعلى دراية بأحدث أبحاث وأساليب التصميم، وعلى الرغم من أنك قد تعرف بعض تقنيات وأساليب التصميم، لكن الاستعانة بالخبراء المتخصصين سيساعدك على زيادة أرباحك من خلال جذب الزوار وزيادة مدة بقائهم ضمن الموقع.
إنشاء مدونة
إذا لم يكن لديك مدونة حتى الآن، فإنني أوصيك بشدة أن تنشئ واحدةً على الفور، لأنها أداة ثمينة جدًا للأعمال التجارية عبر الإنترنت، كما يمكن أن تساعد على زيادة أعداد زوار موقعك الإلكتروني وبناء قاعدة عملاء مخلصين.
تمنحك المدونة فرصة الحديث إلى جمهورك وزيادة التقرب منهم، وذلك من خلال بناء علاقة قوية مع جمهورك المستهدف، كما أنها تتيح لك إمكانية مشاركة أخلاقيات عمل شركتك مع القراء والعملاء وكذلك العملاء المحتملين.
لقد غيّر الإنترنت الطريقة التي يتسوق بها الأشخاص وكذلك الطريقة التي يتواصلون بها والتي يتعرفون بها على السلع والخدمات التي تهمهم، فحسب إحدى الاستطلاعات في نهاية عام 2013 فإن 128 مليون شخص في الولايات المتحدة يقرؤون مدونةً ما شهريًا، لذا فمن المنطقي أن تستفيد من طريقة المحادثة هذه.
تُعَد المدونات طريقةً رائعةً لإيصال أفكارك لجمهورك، وللترويج لمنتجاتك أو خدماتك، كما أنها وسيلة جيدة للحصول على تعليقات جمهورك والتفاعل مع عملائك المحتملين، وقد تساعدك المدونة على تحسين محركات البحث لدى موقعك الإلكتروني وزيادة معدلات التحويل.
في الختام
إن إعادة الاستثمار هي أفضل طريقة لتنفق من خلالها أرباحك، لأنها ستساعد شركتك على التطور والنمو، كما أن الحفاظ على سعادة العملاء هو أمر رائع، ولكنك تحتاج أيضًا إلى زيادة عدد عملائك، والذي يمكن أن يتحقق من خلال توسيع نطاق الجمهور المستهدف، لذا احرص على أن تستثمر أرباحك في الأماكن التي تسمو بنشاطك التجاري عاليًا.