تطبيقات الذكاء الاصطناعي

إن التطبيقات التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي لا حصر لها، لأنها متشعبة بشكل كبير، فتدخل في جميع مناحي الحياة تقريبًا. ونذكر الآن أبرز تلك التطبيقات:

1. السيارات ذاتية القيادة

السيارات ذاتية القيادة هي إحدى التطبيقات الرائدة والآلات الذكية التي تتسابق عليها الشركات حول العالم، ففيها تُضمّن معظم التقنيات التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي من حوسبة، وتحليل، وإدارة البيانات، واتخاذ القرار.

2. الألعاب

كثير من الألعاب التفاعلية المتقدمة اليوم تعتمد على تقنيات تتعلق بالذكاء الاصطناعي. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، لعبة الذكاء الاصطناعي “ألفاجو” من إنتاج شركة جوجل التي تحاكي اللعبة الصينية القديمة “جو” المعروفة بأنها تفوق صعوبة لعبة الشطرنج، إذ تمكّن برنامج “ألفاجو” من هزيمة اللاعب الأول على مستوى العالم “لي سيدول” في لعبة “جو” الصينية.

وبالنظر إلى خوارزميات “ألفاجو”، فإنها مزيج ما بين خوازميات شبكة عصبية وتقنيات التعلم الآلي، تحت دعم الهندسة البرمجية الاحترافية. وبرنامج “ألفاجو” يكتسب القدرة على التعلم والتطور بتعريضه للعديد من المباريات التي دارت بين لاعبين محترفين مسبقًا، ومن ثم خضوعه للعب ملايين المباريات الافتراضية ضد نفسه، الأمر الذي يكسبه الخبرة، ويحسّن من أدائه في اللعب.

3. وسائل التواصل الاجتماعي

تستخدم كل وسائل التواصل الاجتماعي -بلا استثناء- تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تقنيات تحليل وإدارة البيانات الضخمة وتوجيهها لأغراض مخصصة.

4 الرعاية الصحية

ارتبطت كثير من مجالات الرعاية الصحية اليوم بالذكاء الاصطناعي، مثل: تطبيقات الكثير من الأجهزة الذكية التي تساعد المرضى على التّكيف، وتساعد الأطباء على التشخيص السريع والدقيق، ومراقبة حالة المريض.

5. أمن المعلومات

تنمو الهجمات الإلكترونية بشكل متسارع في العالم الرقمي، ولا بد من وجود وسائل حماية، وفي هذا المجال هناك تقنيات مثل: AI2 Platform وAEG bot لصد الهجمات، وكشف الثغرات البرمجية.

6. التسويق والتجارة الإلكترونية

هناك العديد من أدوات التسويق الإلكتروني التي تعمل بتقنيات ذكاء اصطناعي، لتتبع اهتمامات وميول العملاء، وتحليل البيانات الإحصائية، واقتراح المنتجات ذات الصلة بالنوع، والحجم، واللون، والعلامة التجارية الموصى بها.

7. الزراعة

للذكاء الاصطناعي تقنيات تُطبّق بشكل كبير اليوم في مجال الزراعة، من خلال الروبوتات الزراعية، وأتمتة العمليات الزراعية مثل: الري، والعناية بالنباتات، ومراقبة النتائج وتحليلها أوتوماتيكيًا.

8. السياحة والسفر

أصبح إجراء ترتيبات السفر بكافة خطواتها أسهل من أي وقت مضى، فالذكاء الاصطناعي مكّن الروبوتات من محادثة ومساعدة العملاء، لتقديم اقتراحات الفنادق، والأماكن، وحجز الرحلات الجوية.

9. علم الفضاء والفلك

من أكثر المجالات التي ترتبط بالذكاء الاصطناعي هي علوم الفضاء والفلك، إذ تستخدم تقريبًا في كل الأجهزة وعلى رأسها صواريخ الفضاء، وروبوتات الاستكشاف المرسلة.

10. المساعد الافتراضي

للذكاء الاصطناعي تطبيقات تعمل كمساعد افتراضي يتفاعل مع الإنسان، ويفهم غرضه المطلوب، ويساعده في إنجاز المهام مثل: تقنية المساعد الافتراضي Siri المقدمة من جوجل، وTeslaBot المقدمة من شركة تسلا.

11. الهواتف والحواسيب المحمولة

بالتأكيد لا تخلو الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة من تقنيات متقدمة مثل: التعرف على البصمة والوجه، والتفاعل، وتحديد المواقع وغيرها.

12. التعليم

للذكاء الاصطناعي تطبيقات لا يمكن تجاهلها في التعليم، فهي تساعد الطلاب والمعلمين بشكل كبير خاصةً في أوقات الطوارئ، مثل: برمجيات التعلم عن بعد، والتفاعل الرقمي.

أبرز أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي

هناك العديد من الأدوات التي ارتبطت بالذكاء الاصطناعي يطول الحديث عنها، لكننا سنذكر أبرزها فيما يلي:

Scikit – Learn .1

Scikit – Learn هي إحدى مكتبات التعلم الآلي، وتعمل هذه الأداة على التنقيب في البيانات، واستخراج المعلومات، وتمثيلها.

TensorFlow .2

تساعد أداة TensorFlow الآلة في فهم الكلام المنطوق وتحليل الرسومات، وقام فريق (Google Brain) بتطويرها، وهي تمثل المعلومات على شكل رسومات بيانية.

H20: Open Source AI Platform .3

H20: Open Source AI Platform عبارة عن منصة تعلم عميق مفتوحة المصدر، وموجهة للأعمال بشكلٍ خاص. تساعد في اتخاذ القرار بناءً على البيانات.

PyTorch .4

قامت شركة فيس بوك بتطوير نظام PyTorch، وكود المصدر له موجود على منصة GitHub، وهي أداة تعمل كمكتبة تعلم آلي، طُورت باستخدام لغات البرمجة: بايثون، وكودا، ++C. وتستعمل في تطبيقات الرؤية الحاسوبية، ومعالجة اللغات الطبيعية.

Keras .5

طُورت أداة Keras باستخدام لغة بايثون، وهي أداة عالية المستوى تستخدم في فروع الشبكات العصبية والتعلم العميق.

إيجابيات الذكاء الاصطناعي

للذكاء الاصطناعي ميزات جعلته مفضلًا لدى الكثيرين ومن هذه المميزات:

1. الحد من الأخطاء

يمكن بسهولة تدريب الذكاء الاصطناعي على التركيز دون خوف من تعرضه للتوتر، أو الوقوع في الخطأ، أو التأثر بظروف البيئة المحيطة. بخلاف العنصر البشري الذي قد تؤثر إصابته بالإرهاق أو التوتر على القرارات التي يتخذها، ما قد يؤدي للوقوع في الخطأ، فالذكاء الاصطناعي لا يتأثر بمثل هذه العوائق، بل يحافظ على مستوى تركيزه طيلة وقت التشغيل.

2. توفير الوقت والجهد

تخيل أن مهمة تحتاج إلى تكرار عملية ما بغض النظر عن حجم تعقيد هذه المهمة، فكم ستستغرق منك وقتًا وجهدًا؟ فمثلًا عندما تريد البحث في مليون صفحة على الويب حول معلومة معينة فهل من الطبيعي أن تقوم بذلك بنفسك يدويًا؟ هنا تتجلى أهمية الاستعانة بالذكاء الاصطناعي.

3. المجازفة بدلًا من العنصر البشري

في كثير من المهمات هناك خطر كبير على العنصر البشري مثل: مهام تفكيك القنابل والمتفجرات، أو أداء أعمال من علو شاهق، فبالتأكيد هناك مخاطرة كبيرة فيها، ولا شك أنه عند استخدام أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي سيكون الأمر أكثر أمانًا.

4. الكفاءة والدقة

يمكن تطوير القدرة والكفاءة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ليصبح قادرًا على أداء المهام سواء الصغيرة للغاية، أو الكبيرة والمعقدة بشكلٍ مستمر دون الشعور بالإجهاد أو التعب، أو أي عوائق قد تقف في طريق الآلة كما الإنسان.

5. خفض التكاليف

تشكل كثافة الأيدي العاملة أحيانًا مشكلة لأصحاب الأعمال، إذ إنها تتطلّب تكاليفًا إضافية، أما في حال استبدالها بالروبوتات التي تؤدي مهام العنصر البشري بشكلٍ أسرع وأدق، ستنخفض التكاليف بشكلٍ كبير، ما يخلق ميزة تنافسية لهذه الشركات أفضل من المنافسين.

سلبيات الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الإيجابيات الكثيرة للذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك بعض المشاكل والسلبيات التي تنجم عن هذا التطور، ومنها:

1. البطالة

وضحنا أن للذكاء الاصطناعي ميزة في تقليل التكاليف، إلا إنه من جانب آخر قد يتسبب في مشكلة كبيرة وهي البطالة، عندما يتم استبدال الأيدي العاملة البشرية بآلات صناعية، الأمر الذي يهدد طبيعة الحياة في المجتمعات ويخلق قضايا جديدة. ويتجلى ذلك في الاحتجاجات التي قام بها العديد من سائقي سيارات الأجرة، اعتراضًا على إطلاق السيارات ذاتية القيادة بالكامل، ما يهدد بتحجيم عمالة قطاع كبير من السائقين مستقبلًا.

ومن جانبها، تعمل الخطوط الجوية البريطانية على استبدال موظفي خدمة العملاء لديها بنظام اتصال ذكي مُبرمج بتقنية التعرف على الكلام باستخدام برمجيات الشبكات العصبية العميقة، فيتمكن من استيعاب الكلام البشري، والرد على الاستفسارات أتوماتيكيًا.

2. ارتفاع تكلفة التنفيذ

صحيح أن الذكاء الاصطناعي في غالب الأحيان لا يستهلك الكثير من الطاقة، إلا إنه يستهلك الموارد بشكلٍ كبير، علاوة على تكاليف التصنيع التي عادةً ما تكون باهظة، بسبب التقنيات المتقدمة والأدوات الحديثة المستخدمة.

3. الافتقار للإبداع

مهما طُورت الآلة إلا إنها تبقى جمادًا، ولا تمتلك الحسّ الإبداعي الموجود لدى البشر، ولا تسعى للتطور بل تستمر في أداء مهام محددة طوال فترة التشغيل الخاصة بها، ولا تضيف شيئًا إبداعيًا جديدًا لآلية العمل، ولا حتى إمكانية تحسين سير العمل بناءً على الخبرة المكتسبة، لأنها تفتقر لذلك بشدة.

4. الخروج عن السيطرة

كثيرًا ما نشاهد في أفلام الخيال العلمي وجود روبوتات تهاجم الكوكب أو يُفقد السيطرة عليها، وهناك تخوف كبير من تحقق تلك النبوءات يومًا ما، إذ لا يمكننا الجزم بإمكانية التحكم الكامل بها دون حدوث أخطاء خارجة عن التوقعات تؤدي لكوارث حقيقية.

5. الافتقار للأخلاق والعواطف

من أكثر الأمور صعوبة هو دمج الأخلاق البشرية المتعارف عليها داخل الآلة المصنوعة، ولا يمكننا توقُّع أن تتمتع الآلة بمستوى عالٍ من الوعي المشابه لوعي الإنسان، ولا تمتلك الآلات -حتى اللحظة- عواطف تشبه العواطف البشرية، بل تعمل وفق مجموعة من الأوامر المحددة والمبرمجة عليها مسبقًا.

اترك تعليقاً