ما هو الذكاء العاطفي Emotional intelligence؟

الذكاء العاطفي Emotional intelligence هو قدرة الإنسان على فهم مشاعره وإدارتها بشكل يساعده على التواصل الفعال والتعاطف مع الآخرين كما يعينه على تخفيف الضغوطات التي تقع عليه وحل المشكلات التي يواجهها دون فقدان السيطرة على انفعالاته.

لذلك يُعد الذكاء العاطفي من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها القادة ورواد الأعمال لمساعدتهم في تحقيق النجاح المنشود. يتكون الذكاء العاطفي من مزيج من السمات والمهارات الأساسية التي تتبلور لتشكل الذكاء العاطفي، ومنها:

الوعي بالذات وإدارتها

يُقصد بامتلاك وعيٍ ذاتٍ مُرتفع هو إدراك نقاط القوة والضعف لديك ومعرفة تأثير عواطفك على سلوكياتك وعلى الآخرين أيضًا. أما إدارتك لذاتك، فهي قدرتك على التحكم في مشاعرك وردود أفعالك وإدارة عواطفك بطرق سليمة، إضافة إلى تفكيرك العميق والجيد قبل اتخاذ أي قرار، وأخيرًا قدرتك على التكيف بسهولة عند تغير الظروف ومواجهة الصعوبات.

الدافع الداخلي

أما الدافع الداخلي فيعني أن يسعى الشخص الذي يتمتع بالذكاء العاطفي إلى تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية من أجل الرُقي بنفسه في المقام الأول وليس سعيًا وراء المال أو الألقاب. وبسبب كونك مديرًا مسؤولًا عن عدة موظفين فإن إحدى أهم واجباتك تتمثل في خلق الرغبة والحافز بين فريق عملك أيضًا لبذل أقصى ما لديهم من جهد للحصول على أفضل أداء لقدراتهم.

التعاطف

المدير الذكي عاطفيًا هو القادر على فهم مشاعر الآخرين بصدق فهو يضع نفسه مكان الشخص الآخر ويتفهم موقفه ويشاركه الأحاسيس والعواطف والأفكار مما يؤدي لبناء روابط الاحترام والثقة مع الآخرين.

ولكن، يجب الحذر من الانسياق وراء مشاعر الشفقة نحو الآخرين وهي الانجراف والتأثر بمشاعر ومشكلات الغير، الأمر الذي يؤثر على عواطفنا وقراراتنا وهنا يبرز دور القائد الناجح في السيطرة على مشاعره ومساعدة الآخرين في تخطي مشكلاتهم.

المهارات الاجتماعية

يتلخص مفهوم المهارات الاجتماعية soft skills في قدرة الشخص على التواصل والتفاعل مع الآخرين؛ لذلك يستطيع الشخص الذكي عاطفيًا التواصل مع الآخرين بشكل جيد وفعال والتأثير فيهم. تُساعد المهارات الاجتماعية القادة الناجحين في إدارة أفراد فريقهم وحل المشكلات وإبرام الصفقات وكسب ثقة العملاء مما يصب في نهاية المطاف لنجاح أعمالهم.

ما هي أهم سمات الأشخاص الأذكياء عاطفيًا؟

التعبير عن المشاعر بشكل واضح

يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفيٍ عالٍ التعبير عن مشاعرهم وما بداخلهم بوضوح وشفافية. فمثلًا لا يكتفي الشخص الذكي عاطفيًا بالإجابة بـ “جيد” عند السؤال عن حالته الشعورية بل يكون رده أكثر دقة ويُعبر حقًا عن ما يشعر به مثل أنه سعيد أو مُرهق أو متحمس أو قلق بشأن أمرٍ ما.

التعاطف مع الآخرين

يهتم الأذكياء عاطفيًا بالأشخاص المُحيطين بهم وتجدهم دائمي السؤال عن مَن حولهم، إذ إنهم يملكون القُدرة على التعاطف وفهم مشاعر الآخرين ومخاوفهم واحتياجاتهم بسبب قدرتهم على رؤية المشكلات من منظور الآخرين. يسعون دومًا لتقديم يد العون لهم ومساعدتهم على حل مشكلاتهم، فضلًا عن ذلك يستطيع الشخص الذكي عاطفيًا وضع حدود للتعامل مع الآخرين بحيث لا يسمح لأحد بتجاوزها.

القدرة على التكيف

يساعد الذكاء العاطفي الأشخاص على تقبل التغيرات والتعامل معها بكل مرونة فتجد الأشخاص الأذكياء عاطفيًا دائمًا ما يكون لديهم خطط بديلة عند مواجهة الصعوبات والمعيقات، كما تجدهم يُجيدون التعلم من أخطائهم السابقة ولا يقفوا عندها بل يسعون لتطوير مهاراتهم على الدوام.

الوعي بالذات وبالآخرين

يُدرك الشخص الذكي عاطفيًا ذاته جيدًا فهو يَعي تمامًا نقاط القوة والضعف لديه وكيف تؤثر عواطفه على سلوكياته وتصرفاته تجاه الآخرين كما أن لديه قدر كبير من الثقة بالنفس فليس من السهل التأثير عليه وإيذائه أو إهانته.

ويُظهر الأشخاص الأذكياء عاطفيًا تفهمًا وتعاطفًا كبيرًا لمن حولهم، حيث يُمكنهم قراءة الآخرين جيدًا، والتنبؤ بملامح شخصياتهم وتصرفاتهم. ويمكنهم أيضًا التواصل مع الآخرين بشكل جيد وفعال، والعمل ضمن فريق بكل سهولة إذ يساعد الوعي بالذات وبالآخرين على زيادة ذكاء فريق عملك وخلق بيئة عمل إيجابية وأكثر ملاءمة للمشاركة وتبادل الأفكار.

اترك تعليقاً