ما هي السيرة الذاتية CV ؟
من الناحية اللغوية، فإن اختصار السيرة الذاتية CV يعني “Curriculum vitea”، وهي جملة لاتينية تعني “مسار الحياة”. وبنفس المعنى، فإن السيرة الذاتية هي وثيقة موجزة تضم معلومات مُفصَّلة عنك مثل: بيانات التواصل ومهاراتك وخبراتك المهنية والدراسية والدورات التي حصلت عليها؛ بهدف تقديمها إلى أصحاب العمل للحصول على وظيفة ما، فهي بمثابة مخطط تعريفي ووظيفي كامل، يحصل منه صاحب العمل على صورة مبدئية عنك وعن حياتك المهنية، لتقييم ما إذا كنت مناسبًا لتلك الوظيفة الشاغرة أم لا.
أهمية كتابة سيرة ذاتية احترافية
تُعدّ السيرة الذاتية الخطوة الأولى في عملية التوظيف، فإذا ما كتبتها ونسّقتها وعرضتها بشكل صحيح، فإن فرصتك في الحصول على مقابلة عمل، ومن ثمَّ الحصول على الوظيفة، ترتفع بشكل كبير. وذلك لأن السيرة الذاتية تساعدك على:
1. إعطاء انطباع أوّل إيجابي
إن السيرة الذاتية هي أوّل لقاء بينك وبين الشخص المسؤول عن التوظيف، بالتالي فإنه يكوّن انطباعه الأوّلي عنك من خلال مجموعة المهارات والخبرات والمؤهلات الموجودة أمامه في سيرتك ذاتية. لذا فإن كتابة سيرة ذاتية احترافية، تمنحك فرصة ذهبية لترك انطباع إيجابي لديه، وتوضح سبب كونك مناسبًا لهذه الوظيفة مسبقًا.
2. لتميّز عن المُرشَّحين
عند التقدّم إلى وظيفة جديدة لن تكون وحدك، ستجد الكثير من المتقدّمين للوظيفة ذاتها باختلاف مؤهلاتهم وكفاءاتهم، ويستغرق مسؤول التوظيف دقائق قليلة في الاطّلاع على كل سيرة ذاتية على حِدة، لتحديد ما إذا كان صاحب السيرة الذاتية سينتقل إلى المرحلة التالية أم أنه سينتقل إلى قائمة الرفض. لذا فإن السيرة الآتية التي تستعرض بها أفضل مهاراتك وخبراتك، ستجعلك مميّزا وسط كومة المُرشَّحين.
3. زيادة ثقتك بنفسك
يستمر الناس في التغاضي عن إنجازاتهم وقدراتهم حتى يرونها أمام أعينهم مُجمَّعَة في مكانٍ واحد، وإن كتابة سيرة ذاتية احترافية تضم أفضل إنجازاتك، من شأنها أن تمنحك شعورًا بالفخر والثقة، وحينها ستؤمن بنفسك وقدراتك، ثمَّ تبدأ في التقدّم إلى وظائف أرقى، والدخول إلى المقابلات الوظيفية بثقة أكبر، والحصول على الوظيفة في النهاية، فمسؤولي التوظيف يميلون إلى توظيف الواثقين من أنفسهم أكثر من غيرهم.
4. تسهيل المُقابلة الوظيفية
في حين يرى الكثيرون أن المقابلة الوظيفية موقفًا صعبًا، إلّا أن كتابة سيرة ذاتية احترافية متكاملة دون فجوات، ستجعل منها وقتًا ممتعًا، لأن سيرتك الذاتية ستتحدّث نيابةً عنك، فكل المعلومات التي قد يحتاجها مسؤول التوظيف موجودة بها. كما أن ذلك سيساعدك على التحضير الأكفأ لأسئلة المقابلة وتوقعها، بما يتناسب مع النقاط المذكورة بسيرتك.
أنواع السيرة الذاتية
إذا كنت تفكّر في كتابة سيرة ذاتية احترافية، فإن أول ما يتعيّن عليك فعله هو تحديد نوع السيرة الذاتية، التي تناسب خبراتك ومهاراتك والوظيفة التي تُقدِّم عليها. وتشمل السيرة الذاتية ثلاث أنواع رئيسية:
أولًا: السيرة الذاتية التسلسلية
إنها النوع الأكثر شيوعًا وقِدَمًا في مجال التوظيف، وهي ما اعتاد مسؤولو التوظيف على رؤيته طوال سنين عملهم. إذ تركّز تلك السيرة الذاتية على تقدّمك المهني بترتيب زمني عكسي، أي أن آخر وظيفة عملت بها ستكتبها أوّلا، وتليها الوظيفة الأقدم ثم الأقدم وهكذا، وينطبق الترتيب الزمني العكسي نفسه على عرض مؤهلاتك الدراسية، والدورات والأنشطة التي التحقت بها.
ثانيًا: السيرة الذاتية القائمة على المهارات
تركّز تلك السيرة الذاتية على مهاراتك بدلاً من تاريخك المهني والوظائف التي عملت بها، إذا يبدأ هذا النوع من السيرة الذاتية بقائمة مهاراتك وإنجازاتك ونشاطاتك، ويُفضَّل هذا النوع إذا كنت تتطلّع إلى الالتحاق بمجال وظيفي جديد لم تعمل به من قبل، أو إذا كانت هناك فجوات زمنية واسعة في تاريخك الوظيفي. ففي هذه الحالة، إذا اعتمدت على إنشاء سيرة ذاتية تسلسلية، ستظهر عيوبك. لذا، فإن كتابة سيرة ذاتية قائمة على المهارات ووضع مهاراتك في المقدّمة، هو الخيار الأفضل.
ثالثًا: السيرة الذاتية الإبداعية
وهو النوع الأشهر في مجالات الصناعة الرقمية مثل التسويق والتصميم والصحافة، إذا يعتمد هذا النوع على استخدام العناصر المرئية مثل الصور والرسوم البيانية والفيديو والألوان، لتمثيل مهاراتك وخبراتك بطريقة إبداعية ومُبتكَرَة، تنجح في جذب انتباه مسؤول التوظيف وتُحفّزه على قراءتها باهتمام، وتعطيه انطباع أوّلي جيّد عنك وعن مهاراتك.