تعّرف السيولة على أنها مدى سهولة أو صعوبة تحويل الأصول أو الأوراق المالية إلى نقد،[١]وهي أحد المفاهيم الأساسية في الاقتصاد، حيث تؤثر السيولة على الأداء الاقتصادي للشركات، وبذلك في تؤثر على الاقتصاد بشكل عام، لذا ما هي أهمية السيولة؟
تأمين القروض أو التمويل
تعكس نسبة السيولة في شركة معينة للمستثمرين والدائنين المحتملين مدى استقرار الشركة وقوتها وقدرتها على سداد ديونها قصيرة الأجل، وفيما كان لديها أصول كافية لمواجهة الظروف الطارئة، وهذا الانعكاس يساعد في تسهيل عمليات التمويل والائتمان والاقتراض للشركات، ويعزز صورة الشركة ومكانتها.[٢]
فإذا أرادت شركة معينة الحصول على قرض لسداد المبالغ المستحقة للدائنين، وشراء المخزون، وغيرها،[٢]من المهم أن يكون لديها نسبة سيولة معقولة لسداد ديونها قصيرة الأجل والتزاماتها المتداولة، كما يمكن استخدام أي نقود متبقية لدفع أرباح الأسهم للمساهمين وتنمية الشركة.[٣]
تتبع الصحة المالية للشركة
تكون الشركات بحاجة إلى نقود كافية للوفاء بالتزاماتها المالية، وعلى الجانب الآخر، الاحتفاظ بالكثير من النقد قد يقود الشركات إلى ترك فرص استثمار ونمو مهمة دون الاستثمار بها والاستفادة منها، وهنا يأتي دور السيولة؛ حيث أن قياسها يساعد في العثور على التوازن الصحيح بين الأمرين السابقين، بالإضافة إلى مراقبة الوضع المالي للشركة، ووضعها في مكانة مناسبة لزيادة نموها الاستراتيجي.[٤]
التوجيه في اتخاذ القرار بذكاء
مراقبة الشركات لنسبة السيولة الخاصة بها بانتظام تجعلها في وضع أفضل لاتخاذ قرارات سليمة ومدروسة يمكن أن تساهم في زيادة أرباح الشركة ونموها، فمثلًا إذا كان لدى الشركة الكثير من السيولة، فيمكنها التخطيط لتوسيع نطاق عملها، وبذلك يتم استخدام السيولة بكفاءة.[٢]
أما نسبة السيولة المنخفضة، فتشير إلى أن الشركة تعاني من صعوبات مالية، وأنها تحت ضغط اقتصادي كبير، وبدراسة هذه النسب يمكن للشركات توقع المشاكل والصعوبات والتخطيط لحلها قبل ظهورها، ومن الممكن اتخاذ قرار تصفية بعض أصول الشركة في هذه الحالة.[٢]
كما أنه من المهم مراقبة سيولة الشركة عن كثب ليستطيع القائمون عليها من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الإنفاق، وذلك عن طريق فهم نسبها والبحث أيضًا عن أنواع مختلفة من الاحتمالات التي ستساعدها على جني الأموال.[٢]
المساعدة في أوقات الطوارئ
تسعى الكثير من الشركات لأن يكون لديها المزيد من السيولة أثناء فترات الانكماش؛ والسبب في ذلك يعود لأن الأصول السائلة توفر قدرًا أكبر من المرونة للشركات، وهذا يساعد في الوصول السريع إلى النقد، والمرونة في دفع الفواتير والديون حتى وإن كان هناك اضطراب في تدفق الدخل.[٥]
ومن أجل زيادة السيولة يجب أن تكون الشركات قادرة على معرفة ما هو الشيء الذي سيباع بسرعة عند التعرض لطارئ معين يسبب نقصانًا في السيولة.[٢]
ويجدر التنويه إلى أن المخزونات المصفاة، والمبالغ المستحقة القبض، والمخزونات المباعة، والمخزونات المرتجعة غير المستخدمة كلها طرق مؤكدة لزيادة السيولة.[٢]