ما هو التدقيق اللغوي؟
التدقيق اللغوي هو مراجعة النص المكتوب أو المنطوق نحويًا وإملائيًا وصرفيًا، والكشف عن أي غموض أو تناقض في العبارات، مع تصحيح الأخطاء إضافةً إلى وضع علامات الترقيم. يمثل التدقيق اللغوي نهاية المطاف للنص قبل أن يتلقفه الجمهور، فيعالج أي عجلة أو استسهال وقع فيها الكاتب اتكالًا على دور المدقق اللغوي، الذي بدوره يكون آخر من يمر عليه النص وبإكمال مهمته يصبح النص جاهزًا للنشر في العلن.
يجمع التدقيق اللغوي بين علوم اللغة العربية المختلفة، مثل: علم النحو، وعلم الإملاء والخط، والمعاجم، وعلم الصرف، وعلم البلاغة، بالإضافة إلى الأخطاء الشائعة التي يقع فيها العامة. ترشد تلك العلوم المدقق اللغوي إلى الطريق الأمثل لممارسة هذا الفن مع تسليط الضوء على الأمثلة والنماذج ذات الصلة.
أهمية التدقيق اللغوي
يلعب المدقق اللغوي دورًا خطيرًا في نجاح النص، قد لا يحظى باهتمام كاف مثل الذي يناله المؤلف أو المترجم، غير أن عمله لا يقل أهمية عن أهمية الملح في الطعام، قد لا تلاحظه عينك لكن لن يخطئه لسانك إذا أكلت. يمكن إيجاز أهمية التدقيق اللغوي باختصار في الآتي:
1. تفادي الأخطاء اللغوية
تقع الأخطاء مهما كان الحذر، سواء من المؤلف نفسه أو من المحرر أو المترجم، تقع بسبب الجهل ببعض قواعد اللغة وأحيانًا بسبب النسيان، ودور التدقيق اللغوي أن يصححها جميعًا دون استثناء إلى أن يخرج النص سليمًا رائقًا من أي شوائب لغوية لائقًا بالخروج إلى النور.
2. رواج المؤلَف وتحسين مبيعاته
تشير إحدى تجارب دور النشر إلى أن الاهتمام بالتدقيق اللغوي يحسن نسبة مبيعات المؤلَف بنسبة 30%، ما يعني أن الاهتمام بتمرير النص على مدقق لغوي قبل النشر يؤدي إلى زيادة إقبال الجمهور على شراءه، فالجمهور يعنيه أن يكون النص يسير الفهم، متسق المعنى، وواضح الفكرة، فينجذب إلى قراءته دون جهد.
3. شرط لا غنى عنه
يكون التدقيق اللغوي في بعض الحالات شرطًا لا غنى عنه لقبول النص، على سبيل المثال لا تُقبَل الأخطاء الجلية من المؤلف في نصوص مهمة كالرسائل العلمية الماجستير والدكتوراه، والأبحاث، والروايات، إذ تلتزم هذه النصوص بمعايير سلامة لغوية هي الأعلى من نوعها، لذلك لا ينبغي أن ترى النور قبل أن تمر أولًا على أيدي مدقق لغوي حاذق يمنحها شهادة سلامة البيان.
4. حل لضعف القدرات اللغوية
قد يملك المؤلف أفكارًا رائعة ومحتوى ذا قيمة، لكنه لا يقدم على خطوة الكتابة بسبب ضعف قدراته اللغوية أو فقدان الثقة في علمه بقواعد النحو والإملاء. يأتي التدقيق اللغوي بحسبانه حلًا لهذا التحدي، يفتح أمام المؤلف نافذة ليقدم على الكتابة دون قلق من الأخطاء اللغوية، إذ سيوظف المؤلف أو دور النشر مدققًا لغويًا كفيل بتصحيح هذه الأخطاء.