ما هي ريادة الأعمال الاجتماعية؟
تعد ريادة الأعمال المجتمعية نهجًا يطبق سلوكيات ريادية من قِبل مجموعة من الأفراد أو شركة معينة قد تكون ناشئة، لتحقيق فكرة مبتكرة على أرض الواقع، توفر حلولًا اجتماعية أو بيئية أو ثقافية. تهدف الريادة المجتمعية إلى إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع والعالم، عوضًا عن تحقيق الأرباح المادية فقط.
الفرق بين ريادة الأعمال التجارية وريادة الأعمال الاجتماعية
ينقسم قطاع الأعمال الريادية إلى نوعين أساسيين: ريادة الأعمال التجارية التي تهدف لتحسين السوق، والريادة المجتمعية التي تستهدف المجتمع بعينه. يرتكز اختلاف الأهداف بين النوعين على اختلاف عدة سمات بينهما كي يتحقق كل منهما. من أهم هذه الفروقات ما يلي:
1. أسباب الاستثمار
تسعى ريادة الأعمال التجارية إلى در الأرباح المالية للمستثمرين، بالنهاية هذا هو الهدف الأساسي من الاستثمار فيها. على عكس ريادة الأعمال الاجتماعية التي تجذب المستثمرين المعنيين بتحقيق هدف المشروع، ويرونه عامل النجاح والربح الأكبر.
2. كيفية استخدام الأرباح
تتوجه جميع أرباح الشركة الريادية التجارية لتحقيق الثروة الشخصية للمستثمرين ورواد الأعمال، بينما تستخدم شركات الريادة المجتمعية أرباحها لتمويل الأعمال الخيرية التي تتعلق بهدفها في المقام الأول، وتنمية الشركة وتغطية تكاليفها لضمان استمراريتها.
3. معيار النجاح
كلا النوعين من الشركات يرغب بإحداث تغيير جاد في المجتمع وسوق العمل، ولكن نجاح الشركة التجارية يُقاس بمقدار المكاسب المادية التي تنتجها، فالمال هو هدف العمل. يرى رواد الأعمال الاجتماعيين بأن المال ليس إلا وسيلة لتحقيق النجاح والغاية الأساسية، وتتلخص بالتأثير الواضح للعمل على المجتمع.
أنواع ريادة الأعمال المجتمعية
تعد ريادة الأعمال الاجتماعية مصطلحًا واسعًا يحتوي على عدة أنواع تختلف في الاستراتيجية، ولكن جميعها تندرج تحت مظلة الابتكار والتحسين الاجتماعي. فيما يلي أكثر الأنواع شيوعًا:
1. المشروعات المجتمعية
المشروعات المجتمعية هي أبسط مثال للريادة الاجتماعية، ويمكن لأي شخص القيام بها بغض النظر عن مستواه العلمي أو شبكة علاقاته. المشروع المجتمعي هو مشروع صغير نسبيًا يستهدف القضايا الاجتماعية أو البيئية أو الاقتصادية، مثل بناء حديقة مركزية في منطقة فقيرة أو تنظيم مجموعة متطوعين للقيام بنشاط مجتمعي معين.
2. المؤسسات غير الربحية
تنفق المؤسسات غير الربحية إيراداتها على معالجة القضايا المتعلقة بمجالها ومهمتها المجتمعية، إلى جانب النفقات التشغيلية من رواتب الموظفين والإجراءات التسويقية وما إلى ذلك. لا يتم تحويل أي من الأرباح إلى المستثمرين أو للعائد الشخصي، كما أنها تتمتع بإعفاءات ضريبية بموجب القانون.
3. التعاونيات
غالبًا ما يركز هذا النوع على الاحتياجات الأساسية للمجتمع مثل الإسكان أو مشروعات عمل بسيطة، ويعني مصطلح التعاونيات اتحاد مجموعة من الأشخاص طواعيةً للتعاون معًا وتلبية احتياجاتهم المجتمعية، يمكن أن تعمل على أساس ربحي أو غير ربحي، ولكن قد تتطلب دفع رسومًا عضوية لكل فرد ينضم للمجموعة بهدف تغطية النفقات التشغيلية اللازمة.
4. المؤسسات الربحية ذات الهدف الاجتماعي
يؤمن رواد الأعمال الاجتماعية الذين يتبعون هذا المسار في الريادة المجتمعية، بأن تحقيق المكاسب المادية لا ينفي أو يتعارض مع التأثير في المجتمع وحل قضاياه. يهتم هذا النوع بجذب المستثمرين المؤثرين، الذين يتوجهون للاستثمار بالأعمال التي تساهم مجتمعيًا بطريقة فعالة.