إن ثقافة بيئة العمل هي شخصية الشركة، وهي مجموعة القيم المشتركة، والمعتقدات، والمواقف، والأيديولوجيات، والمبادئ والتفاعلات، والسلوكيات، التي يشترك بها الأفراد في مكان العمل، يشمل مفهوم ثقافة بيئة العمل في الشركة أيضا على العديد من الخصائص بدءا من المكونات المرئية في الطريقة التي تبدو عليها أعمالك، ومنتجاتك وهوية الشركة، وكيف يرتدي موظفوك، وتتجلّى أكثر مع مواقف الموظفين وسلوكياتهم، وتظهر ثقافة الشركة في تحديد الأهداف وتمرير قيم الشركة إلى الموظفين والعملاء.
إن وجود ثقافة إيجابية في مكان العمل أمر حيوي يجعل منظمتك فريدة من نوعها، ويمنح الجميع داخلها إحساسًا بالهوية، ويساعد في توفير بيئة مرنة، فمن الضروري أن يستمتع الموظفون في مكان العمل من أجل تطوير شعورهم بالانتماء والوحدة، والولاء والفخر بأن يكونوا جزءًا من شركتك، يسعون جميعا لتحقيق رؤيتها، وإرساء قيم الابتكار والإبداع و التغيير المستمر والتطوير.
وجود ثقافة في بيئة العمل لم يعد خيارا، تعتقد 12% فقط من الشركات فقط أنها تفهم طبيعة ثقافة مكان العمل في جوهرها، فهل تفهم أيضا ثقافة مكان العمل في شركتك؟ هل صممت ثقافة مناسبة لمكان عملك؟ إليك 10 من أشهر أنواع ثقافة بيئة العمل:
ثقافة الاستقلالية
تعتمد الشركات التي تتبنى ثقافة الاستقلالية على نوع الموظفين الذين يمتلكون مهارات تمكنهم من تخطيط وتنفيذ المشاريع بطرقهم الخاصة، الذين يحققون النتائج ويبحثون عن حلول للمشاكل بأنفسهم، يتميزون بأنهم يضعون الأهداف ويحققونها بأنفسهم، يستطيعون تنظيم وجدولة وصياغة استراتيجية واضحة بأنفسهم، يديرون وقتهم بكفاءة ويبقون في مهمة دون الكثير من الرقابة، يتخذون قرارات حاسمة تتسم بالجودة، ويمكنهم حل المشكلات دون مساعدة خارجية.
الثقافة السلطوية
في هذا النوع من ثقافة بيئة العمل يتم الاحتفاظ بالسلطة في أيدي عدد قليل جدًا من صانعي القرار الموثوق بهم والمصرح لهم بذلك، يتمتع هؤلاء الأشخاص بامتيازات خاصة في مكان العمل وبتفويض تام للمسؤولية، يقوم الموظفون في هذه النوع من ثقافة بيئة العمل باتباع تعليمات رؤسائهم حرفيا ولا يمتلكون الحرية للتعبير عن وجهات نظر بديلة، هذه الثقافات غالبا ما تعاني على المدى الطويل، وتقع ضحية لارتفاع نسبة استياء الموظفين الذين يحتلون مراكز هرمية أقل، وتنخفض إنتاجية ورضا الموظفين وولائهم.
ثقافة العشيرة
هذه النوع من الثقافة أكثر تركيزًا على الفريق، والتعاون فيما بينه، تشجع العمل بروح الفريق الواحد، وتأسيس علاقات قوية مبنية على الثقة والانفتاح، يتم تقييم قدرة الموظف على العمل ضمن فريق جماعي، وعلى الوقت الذي يقضيه مع الفريق، وأسلوبه مع زملائه، ومساهماته ودوره في المهام الجماعية التي ينفذها الفريق، ومدى إدارته لأي خلاف أو صراع، لذلك يتم اختيار الموظف الذين يتمتع بالعمل بشكل تعاوني ويزدهر في بيئة جماعية، الذي يعطي الأولوية لنجاح الفريق فوق أهدافه الفردية، والذي يمتلك مهارات إدارة العلاقات الشخصية والتواصل في بيئة العمل بشكل جيد مع الآخرين، والذي يسعى بشكل فردي للمساعدة في تحقيق أهداف فريقه.
ثقافة بيئة عمل قابلة للتكيف / مرنة
يقوم أرباب العمل في ثقافات العمل القابلة للتكيف على دمج ممارسات وخيارات العمل المرنة في أماكن عملهم، وهو من شأنه أن يجذب العديد من الموظفين، حيث يصبحون أكثر إنتاجية وسعادة ورضا، يقوم هذا النوع من ثقافة بيئة العمل على الإبداع في الأفكار الجديدة وحل المشكلات، وروح المبادرة، والرؤية المستقبلية، والتغيير والتحسينات المستمرة، والمرونة والانفتاح لتغيير الأولويات واحتياجات العمل.
الثقافة المتغيّرة
تتطور الشركات باستمرار، أو ربما تكون في خضم تحول جذري مع مرور الوقت، ولتجاوز هذه المرحلة الانتقالية تركز بعض الشركات على الثقافة المتطورة التي تضم مجموعة من الموظفين الذين يتأقلمون بسرعة مع التغيير والتطور المستمر الذي يحدث في الشركة، وهم أولئك الذين يمكنهم إنجاز مهام تختلف عن وصفهم الوظيفي، ويمكنهم تعلم مهارات جديدة بسهولة، ولا يجدون صعوبة في حل المشاكل الطارئة التي تواجههم.
ثقافة بيئة العمل القائمة على الدور
تقوم الثقافة على التخصص أكثر من أي شيء، يتم ضم الموظفين الذين يعملون على مشاريع هم مؤهلون لها، التوظيف في مثل هذه الثقافة يكون انتقائيا، تستند التعيينات في مثل هذا النوع من الثقافة على المهارات أكثر من الأشياء غير الملموسة، الأجور تكون مرتفعة في العادة لأن الموظفين خضعوا لتدريب مكثف قبل الحصول على وظيفة، كما أن الموظفين في هذا النوع من ثقافة بيئة العمل لديهم مهارات لا يملكها الجميع.
ثقافة بيئة العمل الديناميكية
الثقافة في بيئة العمل الديناميكية تقوم على مبدأ واحد وهو: “البقاء للأصلح”، حيث تشتد المنافسة في مكان العمل، وفي العادة تمشي هذه الثقافة جنبا إلى جنب مع ثقافة بيئة العمل التي تقوم على المبيعات، غالبًا ما تكون الأهداف المشتركة في مثل هذا النوع من الثقافة عرضية أكثر من كونها مقصودة، وهي شائعة بشكل خاص في بنوك الاستثمار، ومبيعات التأمين، وشركات الاستشارات المالية.
ثقافة المهمات الموجهة
في هذا النوع من ثقافة بيئة العمل، يتم استخدام فرق صغيرة تعاونية للقيام بمهام معينة في العمل لديهم اهتمامات وتخصصات متشابهة، يتم التأكد أن الموظفين لديهم القدرة على العمل بشكل جيد مع بعضهم البعض ويتم إجراء مقابلات معهم من قبل معظم أعضاء الفريق أو جميعهم للتأكد من أنهم سيكونون مناسبين بشكل جيد إذا تم تعيينهم لتنسيق المسؤوليات ومحاولة تحقيق الأهداف، يمكن مثلا: أن يُشكّل فريق تسويقٍ يعمل على إطلاق حملة تسويقية لمنتجٍ ما مثالا جيدا ، لثقافة قوية موجهة نحو المهام المحددة.
بيئة العمل التي تقوم على الشغف
هذا النوع من الثقافات ينتشر كثيرا بين الشركات غير الربحية، أو الشركات الناشئة، يتم توظيف الموظفين على أساس شغفهم بفكرة ما أو بقضية معينة، ويتم الاعتماد عليهم للحفاظ على هذا الشغف طوال فترة عملهم.
الثقافة المعيارية
تضع جميع الشركات قواعد تحكم مكان العمل، تقوم كل الشركات أو الموظفين بتطبيق هذه القواعد ولكن في هذا النوع من الثقافة تكون القواعد بالنسبة للموظفين أكثر من مجرد كلمات على الورق، يلتزم الموظفون بالقواعد ويولونها اهتمامًا صارمًا،كما أن برامج التدريب في الشركة تؤكد على الموظفين ضرورة فهم المبادئ وراء السياسات والإجراءات التشغيلية، في بعض الشركات قد يكون الالتزام بالقواعد مرتبطًا ببرامج التأمين ومنح المكافآت.
هناك أنواع مختلفة وكثيرة من ثقافات بيئة العمل، منها الثقافة القائمة على سعادة الموظفين، ، ثقافة التميز في خدم العملاء، ثقافة الابتكار، الثقافة النخبوية، الثقافة الأفقية، ثقافة المبيعات، الثقافة التشاركية، الثقافة التقليدية الصارمة، ثقافة القيادة القوية ، ثقافة التمكين… إلخ.
ربما لن تحتاج إلى اختيار نوع واحد فقط عند اتخاذ قرار بشأن أفضل ثقافة بيئة العمل لنشاطك التجاري، يمكن أن تختار من كل ثقافة الخصائص التي تناسب شركتك لتقوم بتطبيقها وبناء ثقافة مميزة وخاص بك، فتحصل على ثقافة منفتحة وجذابة وعالية الأداء قدر الإمكان.