ريادة الأعمال معترك صعب فالكثيرون ممن يدخلنها يصابون بهزيمة نكراء ولا ينهضون مجددًا، ويوجد العديد من رواد الأعمال الذين لديهم المهارات والقدرة على المواصلة في سوق العمل، لكنهم يفقدون المبدأ الأساسي للاستمرار في مجال ريادة الأعمال، ألا وهو طريقة التفكير.
بروسلي هو ممثل فنون قتالية صيني الأصل وأمريكي الجنسية ومعلم للفنون القتالية، يُعدّ الأكثر شهرة في مجال الفنون القتالية، تتشابه حياته كثيرًا مع حياة رواد الأعمال، فهو لم ينل شهرته هذه بسهولة ولم يفرض نفسه على السينما الأمريكية من فراغ. ما هي أفضل أقوال بروسلي التي تُعدّ من أهم الدروس التي يمكنك تعلمها منه في مجال ريادة الأعمال؟
1. التخطيط أم المخاطرة
إذا قضيت وقتًا كبيرًا تفكر في شيء ما، فلن تنجزه أبدًا
من أقوال بروسلي التي تتعلم منها أن ريادة الأعمال لا تعني بالضرورة كثرة التخطيط، لكنها تعني اتخاذ القرار حينما لا توجد أمامك أي مؤشرات تدلك على الصواب. كثرة التفكير في الشيء من الأمراض التي قد تصيب أي شخص يدخل مجال ريادة الأعمال متوقعًا النجاح والنجاح فقط. بادر إلى الفعل وإنجاز الأشياء بدلًا من التخبط بين الكتب والمقالات، ما أفضل طريقة لفعل هذه أو تلك؟ ما أولوية هذا الشيء أو ذاك؟ ما قد يعمل مع غيرك قد لا يعمل معك، اقرأ وتعلم ولكن حدد موقفك وطبيعة مشروعك وبادر إلى المخاطرة.
2. المزاجيّة
المزاجية ستجعل منك أحمقًا قريبًا
يواجه رواد الأعمال مع كثرة ضغط العمل والمسؤوليات صعوبة التعامل بمزاجٍ جيد مع العملاء والزبائن وزملاء العمل وأعضاء الفريق، وهذا قد يؤثر بشكلٍ كبير في طبيعة العلاقة. تأتي المرونة كخيار أسلم للتعامل والانخراط وسط هذه الجموع الكبيرة.
كما تُعدّ المزاجية من الصفات السيئة في القائد. الدرس الذي يمكن استخلاصه من مقولة بروسلي، هو أن المزاجية لن تجعل منك إلا رئيسًا سيئًا بالعمل. لذا وجب الحذر منها بأقصى درجة، فمشاعرك يجب ألاّ تكون جزءًا من العمل، ويجب أن تكون مثالًا على ضبط النفس والتفكير المنطقي والقيادة الفعالة وإلا لن تُطاق وستظل النتائج سيئة حتى لو بدت جيدة على الأوراق.
3. التركيز
أنا لا أخشى الشخص الذي تدرّب على ألف ركلة، ولكني أخشى الشخص الذي تدرب على ركلة واحدة ألف مرة
في بداية المشاريع الناشئة قد تبدو نسبة النجاح ضئيلة جدًا، هذه النسبية تتضاءل إذا لم يركز الفريق على هدف واحد ورؤية مرحلية واحدة يمكن إنجازها بأفضل جودة وفي أقرب وقت، وهذا ما يمكن تعلمه من مقولة بروسلي هذه، فالتشتت بين تقديم منتجات وخدمات متعددة أو اتخاذ القرار بالتوسع يعني زيادة المنافسة، وبالطبع لا تريد شركة تجيد تقديم خدمة واحدة بطريقة مثالية ورائعة أن تُزيحك من السوق في تلك الجزئية في بداية مشروعك. التركيز مهم والتوسع يحتاج لتخطيط وتقدير إمكانياتك أولًا.
4. الفشل
لا تخف من الفشل، ففي التجارب العظيمة حتى الفشل يكون مشرفًا
لا تهرع.. شركتك ستسقط بضع مرات في أثناء المسيرة، لذا يجب أن تتوقع ذلك ولا تتوقف عنده متأملًا، من المهم اتخاذ القرار من الآن حول ما الذي ستفعله حينها، فماذا تصنع عندما لا تجد أي دعم وعندما ترى جهود السنوات يتساقط أمامك؟ افشل سريعًا افشل للأمام هذا ما قام عليه السيلكون فالي. يلهمك بروسلي في هذه المقولة الحكيمة بأنك لا تحتاج أن تتخذ قرارك بالمواصلة أو بالاستمرار في كل مرة، بل تحتاج فقط إلى أن تتعرف إلى طبيعة الأمور وتتعلم من الأنماط المنتشرة حولك وقبلك.
5. الخوف
الشجاعة لا تعني غياب الخوف، لكنها القدرة على الفعل في حضوره
تذكر تلك الأيام عندما بدأت شركتك، هل كنت تشعر بالخوف؟ بالتأكيد كنت كذلك، فمن ممن يضحي بالأمان المادي والحياة اليسيرة من أجل العمل 16 ساعة يوميًا مع عدم الاستقرار المادي وتقلب الأسواق ولا يشعر بالخوف عند الإقدام على شيء مماثل، ولكنك فعلتها بالنهاية. هذا ما تعنيه مقولة بروسلي الحكيمة فأنت بالفعل كنت خائف ولكنك مع ذلك أقدمت على الفعل، ربما حتى دون أي دعم أو تشجيع من أحد، هذا ما حدث وهذا ما يجب أن تتذكره. الخوف يبقى لكن بدرجات متفاوتة وكلما عظم كان إقدامك شجاعًا.
6. المرونة
كن كالمياه يا صديقي
هل تراقب انسيابية الماء في الأنهار والجداول، هل تلاحظ مرورها من أضيق الممرات، هل تلاحظ انسيانها في أثناء الاصطدام بالصخور؟ هذا ما تعنيه المرونة ببساطة كما وصفها بروسلي في هذه المقولة، المرونة هي الوصول لهدفك مهما كانت الصعاب أو العقبات. في النهاية يمكنك العثور على طريقة لتمر من الأمر بسلام وبدون خسائر، المرونة هي ملخص ما نتحدث عنه، فالمياه تخرج من المنبع متجهة إلى هدفها دون الوقوف أمام أي حائل أو عقبة. هذا المبدأ قامت عليه فنون قتالية كثيرة، وهو مبدأ هام أيضًا بريادة الأعمال.