يمكنك في أي وقت من هذا العام تطبيق عاداتِ تطوير ذاتي بسيطة يمكن أن تساعدك في زرع الثقة بنفسك وتعزيز الاحترام الذاتي لديك؛ فقد تساعدك هذه التغييرات البسيطة في أن تغدوَ أكثر إنتاجيةً وسعادةً وصحةً في حياتك اليومية. وقد جمعنا لك بعض الأفكار التي تهدف إلى إحداث تغييرات سهلة التحقيق، ولكنها تترك تأثيرًا كبيرًا وطويل الأمد في حياتك.

1. كرس وقتا للتمرين

في عام 2020 (خلال جائحة كوفيد-19) بات المزيد من الناس يعملون من منازلهم -وبطريقة ما يبقون فيها (إذا ما افترضنا أن ليس لديهم أشخاصًا مسؤولون عنهم)- أكثر من أي وقت مضى. ستعتقد بأننا جميعنا نحقق أهداف اللياقة التي خططنا لها، ولكنَّ إدخال التمارين في حياتك اليومية ليس ببساطةِ مجردِ امتلاك مزيد من الوقت لتنفيذها، فخلال عملك من المنزل، سرعان ما ستلاحظ مشاكل وآلامًا في الظهر والعضلات لم تكن تعاني منها في العمل التقليدي الذي كنت تتنقل لأجله من منزلك إلى مبنى الشركة، إذ يترافق بقاؤك في حالة من السكون وقلة الحركة مع مجموعة من المشاكل. ويُعَد التنقّل بين المنزل ومكان العمل نوعًا من التمارين الرياضية، ويمثّل عادات جسدية صحية؛ ولكنه غائب في يومنا هذا، ويحتاج إلى استبدال.

ومهما كان وضعك الحالي، فتكريس بعض الوقت لإجراء التمارين اليومية يمكن أن يغير صحتك الجسدية والنفسية، إذ تمثل السنة القادمة هدفًا مثاليًا للتطوير الذاتي. قد يكون من الصعب في هذا الوقت الاعتماد على النادي الرياضي بالتوازي مع الوضع العالمي دائم التغيّر، ولكن هناك الكثير من العادات الصحية التي بوسعك تطبيقها في منزلك أو في حيِّك.

تطبيق أفكار اللياقة سهل

  • اخرج في نزهة قصيرة ضمن حيك وزِد عدد الخطوات التي تمشيها كل شهر (أو عندما تشعر بالراحة).، إذ تحتوي معظم الهواتف حاليًا على عدّاد خطوات تأتي مزوَّدةً به من الشركة المُصنّعة للهاتف، أو يمكنك تنزيل أحد تطبيقات الرياضة على هاتفك، بحيث تجعل الأمر منافسةً عليك اجتيازها.
  • احصل على حبل مزود بمسكتين للقفز فوقه، أو على تلك الحلقة التي تجعلها في منتصف جسمك وتتمايل، بحيث تجعلها تدور وجسمك محور لها. وبحسب وضعك المعيشي، يمكن تنفيذ أنشطة الكارديو (وهي تمارين الحركة وإنقاص الوزن وحرق الدهون) الممتعة هذه في منزلك، وذلك خلال وقت محدود لا يتجاوز نصف ساعة في اليوم من وقت فراغك.
  • جرّب متابعة دروس اليوغا على يوتيوب وتنفيذها، إذ لديك الكثير من القنوات التي تقدم هذا النوع من المحتوى مع دروس يومية تساعدك في تقوية عضلاتك وتخفيف الآلام المصاحبة لنمط الحياة قليل الحركة. كما تنبع أهمية ما سبق ذكره من أنه يكرّس وقتًا لك للتنفس والاسترخاء والشعور بالسلام الذاتي.
  • مارس مجموعةً أساسيةً من تمارين التمدد والمعدة، وتمارين بلانك وتمارين سكوات، التي تستطيع تنفيذها في منزلك. يمكنك العثور على دروس على يوتيوب، أو على التطبيقات المخصصة لذلك، كما يمكنك متابعتها حتى تصل إلى اتباع روتين خاص بك تفضّله. فعشرون دقيقة من التمارين يوميًا -خصوصًا قبل شرب قهوة الصباح- كفيلةٌ بإحداث تغيير جذري في حياتك.
  • إذا كنتَ تقيم في حيّ هادئ، ولم تكن تمارس الركض ولا المشي لمسافات طويلة، فالآن هو الوقت الأفضل لفعل ذلك، فالركض والمشي مفيدان جدًا لصحتك النفسية والعاطفية والجسدية.

2. تناول طعاما صحيا ورطب جسمك بشرب الماء

رغم أنه لا يمكن لوم أحد على الانغماس في تناول طعامه المفضل غير الصحي، ولكنّ الانتقال نحو اتباع حمية صحية يمكن أن يأتيَ بنتائج مذهلة لصحتك الجسدية والنفسية، ويحسّن مستويات التركيز الكلي لديك.

ليس المطلوب منك هنا اتباع حمية قاسية، بل يكفي استبدال بعض وجباتك المفضلة بأخرى صحية تتضمن حبوبًا كاملةً وبقوليات وخضراوات طازجة وبروتينات بالقدر الذي يحتاج إليه جسمك، إذ يضمن لك ذلك إحداث تغيير ذاتي مذهل في حياتك هذا العام.

03alyson-mcphee-yWG-ndhxvqY-unsplash-1024x678.png

قد يكون تحضير بعض وجبات الطعام الصحية في المنزل سهلًا وممتعًا في آن واحد، ومن شأن تجربة ذلك ببعض الوجبات الصحية والسريعة التي يمكنك حفظها مجمَّدة -مثل الحساء والطعام المُنكَّه بالكاري- أن يجعل الأمر أسهل حتى عندما تكون مشغولًا.

يمكن لتناول بعض المكملات الغذائية أن يساعد إلى حد كبير. ويُعَد الحمض الدهني أوميغا 3 ممتازًا لتعزيز تركيزك، كما يمكن لفيتامين D أن يمدّك بدفعة يومية من الطاقة.

لا شك في أنه يُفترض بنا جميعًا شرب مزيد من الماء، وإذا كنت من الأشخاص كثيري النسيان (مثلي)، فاحرص على تكريس وقت لترطيب جسمك. اضبط منبهًا مرةً في الساعة الواحدة لتنهض وتشرب الماء، وأبقِ زجاجةً مليئةً بالماء بقربك طوال الوقت.

3. ضع جدولا للنوم والتزم به

يمثل فعل ذلك إحدى أصعب المهام لبعض الناس، ولكنه مهم للغاية. فحالما تشعر بأنه حان الوقت المناسب لك للنوم خلال وقت محدد، فلتلزم به. يحتاج كل منا إلى فترات نوم يختلف طولها قليلًا بحسب كل شخص؛ فبعضنا يسهر لوقت متأخر من الليل، في حين يفضّل بعضنا الآخر النوم باكرًا.

يُعَد الروتين أحد أهم الأمور، فبالنوم مثلًا ما بين الساعة 2.00 بعد منتصف الليل والساعة 10.30 صباحًا، ثم الحصول على القسط ذاته من النوم مع تغيير مواعيد النوم ولو دقيقةً واحدة؛ سيُشعرك بذلك في اليوم التالي، وهنا يوجد عدد من التطبيقات المصممة لتراقب جودة نومك، وتساعدك في اتباع روتين ناجح بالنسبة لك.

ومن الأمور الأخرى شديدة الأهمية روتينُك الليلي الذي يسبق خلودك إلى النوم، والذي يُفترض أن يُكرَّس لفعل كل ما يساعدك على الاسترخاء والنوم بهدوء.

فكر في ممارسة أنشطة مثل القراءة أو الاستماع لكتاب صوتي، أو إلى موسيقى هادئة، أو التأمّل، أو كتابة يومياتك لتعيد التفكير فيما حدث معك خلال اليوم؛ وحاول ألا تُحضِر عملك إلى المكان الذي تنام فيه، وإذا كنت في استوديو، فحاول ألا تعمل وأنت جالس أو مستلق في السرير وذلك للفصل بين النوم والعمل.

4. اقرأ كل يوم

غالبًا ما يوجّه الذين لا يقرأون كثيرًا سؤالًا للذين يقرأون بِنَهم مفاده: كيف تجدون وقتًا لذلك؟ يكمن السر لتحقيق ذلك في تخصيص وقت لفعل ذلك كل يوم، فإذا كنت معتادًا على القراءة أثناء التنقل من منزلك إلى العمل ولم تَعُد تجد وقتًا لذلك، فاحرص على تكريس ذلك الوقت ذاته للقراءة حتى لو كنت في المنزل. قد يشمل ذلك أيضًا قراءة تلك المقالات الطويلة المعمقة التي تؤجلها غالبًا، أو قراءة رواية مصوَّرة، أو آخر إصدار من مؤلفات الخيال العلمي، أو الواقع، أو مجرد مجلة؛ فالجانب المهم هنا أنك تخصص وقتًا للقراءة أو الاستماع لشيء تشعر بأنه قد يكون مفيدًا لك.

أنشئ جدولًا تنظم فيه ذلك الوقت، سواءً امتد لعشرين دقيقة مع وجبة الفطور، أو نصف ساعة قبل النوم، أو أثناء الاستحمام، وستقرأ أكثر في حال جدولتَ وقتَ القراءة. حدد هدف قراءةٍ يمكنك الالتزام به، واعثر على قائمة من الكتب المستقبلية، أو التي فاتتك قراءتُها، والتي ترغب في مطالعتها هذا العام.

5. أنجز المزيد من المهام الفردية وليس المهام المتعددة

ثمة دلائل كثيرة تثبت فشل الإنسان في تنفيذ المهام المتعددة. ورغم ذلك فإننا نعيش في عالم يُتوقع منا فيه إنجاز المهام المتعددة بالتحديد، وهي مشكلة يفاقمها وجود الهواتف معنا طوال الوقت، والتي لا يكف فيها بريدنا الإلكتروني عن تلقّي الإشعارات.

يؤدي إنجاز المهام المتعددة إلى انخفاض في الإنتاجية بنسبة 40%. المصدر: Bergman, P. (2010, May 20). How (and why) to stop multitasking. Harvard Business Review.

تُظهِر الدراسات أن الدماغ البشري لا يستطيع التعامل مع أكثر من مهمة بآن واحد، وحتى لو كنا نعتقد أننا ننفذ أكثر من مهمة معًا، فستكون أدمغتنا -في الواقع- تنتقل بسرعة من مهمة لأخرى. المصدر: The Myth of Multitasking. Scientific America. 2009, July.

لذا، فكي تكون أكثر إنتاجيةً هذا العام، فإنَّ جعل يومك سهلًا ووضع القوائم وإيقاف أنشطتك، يمكن أن تساعد جميعها على نحو مذهل في تعزيز إنتاجيتك ومنحك مزيدًا من الوقت لاستغلاله في إجراء أمور أخرى على هذه القائمة، أو ببساطة لمنحك وقتًا أكثر لهواياتك وأصدقائك وعائلتك.

06john-kappa-c2TohguxPl8-unsplash-1024x759.png

إليك بعض التغييرات السهلة التي يمكنك إجراؤها الآن لتنتقل نحو إجراء مهام منفردة بدلًا من إغراق نفسك في مهام متعددة:

  • ردّ على رسائل البريد الإلكتروني في أوقات محددة، وأعلِم الآخرين بأنك تجيب على تلك الرسائل خلال ذلك الوقت المحدد، وفي حال لم يكن ذلك ممكنًا، فاحرص على ألا تجيب على تلك الرسائل خارج أوقات العمل على الأقل.
  • اتبع كل صباح عادةَ وضع قائمة بالأشياء التي تحتاج إلى فعلها في ذلك اليوم، وقائمةً أخرى بالأمور التي ترغب في فعلها خلال ذلك اليوم أيضًا، لو تمكنت من ذلك. رتّب تلك الأشياء وفقًا لأولويتها إلى مجموعات وقتية، واستخدِم مؤقِّتًا لتعقُّب الوقت الذي سيتطلبه إنجاز كل مهمة. وفي حال تطلَّب إنجاز تلك الأمور وقتًا أطول أو أقصر مما كنت تعتقد، فلتعدِّل اليوم التالي في ضوء ذلك.
  • فوِّض أيًا من تلك المهام القابلة لذلك، ولا تنسَ تضمين جدول أعمالك على استراحات.
  • استفِد من أي شيء قد يساعدك في التركيز، سواءً أكان ذلك موسيقى كلاسيكية في الخلفية، أو ترطيبًا مستمرًا.

6. حدد هدفا مهنيا أو خاصا بالتطوير الذاتي شهريا

يُعد ذلك مهمًا خاصةً إذا كنت مستقلًا أو عاملًا حرًا، وليس هناك من يدفعك نحو تحقيق أي أهداف سوى أن تضمن استمرار كسب المال. يمثّل حصولُك على دخل مستقر بوصفك مستقلًا إنجازًا بحد ذاته، لكن هذا لا يعني أنك لا تستحق التطور بالطريقة ذاتها التي يتطور فيها من يعمل لدى شركة كبيرة.

07cathryn-lavery-fMD_Cru6OTk-unsplash-1024x683.png

إليك بعض الأهداف المهنية السهلة التي يمكنك تحقيقها الآن:

  1. قد يتضمن هدفك إنشاء حساب توفير تودِع فيه مبلغًا صغيرًا من المال كل شهر ترصده للدراسة، أو الدروس على الإنترنت، أو للتدريب.
  2. تصوَّر أين تريد أن تكون بعد خمس سنوات من الآن، فهل تخطط للعمل لصالح صحيفة ما أو شركة أو الانتقال إلى مجال مختلف كليًا؟ ربما ترغب في اكتساب مهارة جديدة تساعدك في تنويع مصادر دخلك، لهذا اعمل قائمةً بما يتطلبه الأمر منك لتحقيق ذلك، واختر خطوة منها كل شهر للعمل عليها.
  3. اعثر على مجتمع ضمن مجالك على الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي يمكنك الانضمام إليه، وابحث عن مؤتمرات ضمن مجالك يمكنك الالتقاء بالناس فيها على أرض الواقع مستقبلًا.

7. اتخذ خيارين نحو نمط حياة مستدام

قد يمثّل الخيار الجيد بالنسبة لك خيارًا جيدًا للبيئة أيضًا، وهناك الكثير من التغييرات الصغيرة والبسيطة التي يمكن أن تساعدك، وتزيد من ميزانيتك، وتدعم العالم بمساهمة إيجابية. فسواءً تضمَّنَ ذلك التعامل مع الفضلات المنزلية أو إعادة تدويرها أو كبح عادات التسوق لديك بحيث تقتصر على التسوق بأخلاق، أو المشي أو استخدام وسائل النقل العامة أكثر من قبل، أو تجربة اتباع نظام غذائي نباتي؛ فسيحدُث تغييرٌ أو اثنان إيجابيان يمكنك تحقيقهما بدون أن يؤثر ذلك في طريقة عيشك.

8. ابدأ بالادخار أو بخطة استثمار

قد يصعب أن تدخر المال وأنت تعمل مستقلًا أو عن بُعد، ولكنّ توفير بعض المال كل شهر تحسُّبًا للمستقبل سيمدك بالأمان وراحة البال. أنشئ حسابًا مستقلًا تضع فيه المال فيتراكم رويدًا رويدًا، أو ترصد ذلك المال لشيء خاص؛ واحرص على إدخال مال في ذلك الحساب كل شهر.

وإذا كان لديك مبلغ مالي كبير في حسابك، فيمكنك التفكير في جعل هدفك للعام الحالي التعلُّمَ عن الاستثمار في البورصة مع التفكير بنمو طويل المدى، كما يمكنك الحصول على عائدات سنوية على استثمارك بنسبة تتراوح بين 8 و10%، وحتى الحصول على دخل سلبي على شكل أرباح موزعة، والذي يُعَد أفضل بكثير من إبقاء المال في حسابك، والذي من شأنه تجميد قيمته.

 

اترك تعليقاً