تعّرف إدارة الموارد البشريّة Human Resources Management بأنَّها وظيفة داخل المنظمة ترتكز بشكل أساسيّ على توظيف وإدارة وتوفير الإرشادات للقوى العاملة، حيث تعتبر إدارة الموارد البشريّة أيضًا نهجًا لإدارة الأفراد وتثقيف العمّال واعتبارهم كأصل من أصول الشركة التي تعود عليه في نهاية المطاف بالأرباح المشتركة، مما يجعلها مرتبطة بتمكين هؤلاء الموظفين وتحسين جودة ما يقومون بإنتاجه بصورة عامة بالإضافة إلى القدرة على خلق بيئة عمل فعّالة تساهم في تحقيق أهداف الشركات والأفراد في نفس الوقت، هذا وقد ظهر مفهوم إدارة الموارد البشريّة لأول مرة في بدايات القرن العشرين، وكان يستخدم لوصف الأشخاص الذين يعملون في المنظمة بشكل إجمالي دون التمييز في التسمية.[١]

ما هي أسباب ظهور إدارة الموارد البشريّة؟

هناك العديد من الأسباب التي أدّت إلى ظهور إدارة الموارد البشريّة كمفهوم إداريّ وقسم خاص في المنظمات، ويمكن تقسيمها إلى الجوانب التالية:[٢]

الجوانب السياسية

وهي الجوانب التي تمثل كيف وإلى أي مدى تشكل الحكومات عاملًا في ظهور إدارة الموارد البشريّة، وتتمثل في ما يأتي:

السياسة الضريبية.
قانون العمل.
القانون البيئي داخل المنظمات.
التعريفات والقيود التجارية.

الجوانب الاقتصادية

وهي الجوانب التي تمثل التغيّرات في الاقتصاد المقرونة في الحاجة لابتكار إدارة الموارد البشريّة، وفي ما يأتي ذكرٌ لأهمها:

العولمة.
ظهور السياسات النقديّة.
التوسّع الكبير في سوق الأسهم.
توسّع التجارة وصناعة البضائع.
ظهور التضخم الملحوظ في بعض الدول النامية.
نمو البطالة في الدول المتقدّمة.

وهناك العديد من الأسباب الأخرى، كالحاجة للتوسع في المصانع والمنظمات، أو نقل التصنيع للدول الأخرى وزيادة مستويات التعليم في الدول والتغيّر في هيكل العائلات لبعض الدول، حيث أصبح عدد الأبناء أكثر مما يستدعي ضرورة العمل وبالتالي زيادة أعداد الموظفين وزيادة الحاجة لإدارة هذه الأعداد الكبيرة من الموظفين داخل الشركة الواحدة.

أهمية إدارة الموارد البشريّة

كغيرها من الإدارات هناك أهمية واضحة لإدارة الموارد البشريّة يمكن تلخيصها بما يأتي:[٣]

إدارة الاستراتيجيات

من الأدوار المهمة لإدارة الموارد البشريّة هو إدارة الاستراتيجيات وذلك لضمان وصول المنظمات إلى أهداف عملها، بالإضافة إلى المساهمة في صنع القرارات والمساعدة في اتخاذ القرارات الصائبة خلال مراحل العمل، والتي تشمل تقييم الموظفين الحاليين والتنبؤ بالأداء المستقبلي بناءً على متطلبات العمل وتقديم النصائح والإرشادات.

تحليل الأرباح

يتم تدريب موظفي الموارد البشريّة على سياسات تساعدهم في تقليل التكاليف سواء في قسم الموارد البشريّة أو في المنظمة بشكلٍ عام، ويتم ذلك من خلال الاحتفاظ بالموظفين والقوى العاملة الحاليّة والاستثمار بهم للمستقبل، وإجراء المفاوضات الفعّالة مع الموظفين المحتملين لتحقيق المصالح المشتركة بصورة مرضية.

التدريب والتطوير

من المهام الرئيسة لإدارة الموارد البشريّة تدريب وإعداد وتطوير أداء الموظفين، والذي بشكلٍ آخر يساهم في خلق وتعزيز العلاقات بين صاحب العمل والموظفين، مما يؤدّي بدوره إلى تحسين بيئة العمل وزيادة رضا الموظفين وهذا ما سيعمل على زيادة وتطوير نوعية إنتاجهم.

خلق التفاعل بين الموظفين

إنَّ قسم الموارد البشريّة مسؤول عن إجراء الأنشطة، الفعاليات، والاحتفالات في المنظمات وذلك يؤدّي إلى زيادة إمكانية بناء الفرق وتعزيز العلاقات بين الموظفين، ممّا يغرس شعور الثقة لديهم وينمّي مبادئ الاحترام المتبادل بينهم.

إدارة النزاعات

إنَّ إدارة الموارد البشريّة هي القسم المؤول عند حدوث أي مشكلة أو خلاف بين الموظفين، حيث يتوجب على موظفي الموارد البشريّة ضمان حل المشكلات والنزاعات بشكل فعّال، والتعامل مع المواقف بشكل غير متحيّز ومحاولة تشجيع التواصل الفعّال بين الموظفين وعدم السماح للحكم الشخصي بالتأثير على علاقاتهم.

اترك تعليقاً