ما الذي يميز رواد الأعمال عن بعضهم البعض، ولماذا نرى بعض رواد الأعمال يواصلون تحقيق النجاح من محطة إلى أخرى في حين يفشل البقية؟ هل هي المواقف أم الإنجازات أم كيفية التعامل مع الموظفين؟ في الواقع كل هذه الجزئيات لها أهميتها في ريادة الأعمال. يعد اكتشاف مواهب الآخرين وقدراتهم وكيفية تعزيز الموظفين وتحفيزهم من ضمن العلامات التي تدل على أنك رائد أعمال جيد. وهذا يفرض عليك أن تتصرف كقائد حقيقي، يتمتع بشخصية مرنة وذكية وقادرة على التعامل مع مختلف الظروف. إذًا ما هي أخطاء رواد الأعمال التي قد يقعون فيها وتؤثر على نجاحهم ونموهم؟
1. إلقاء اللوم على الآخرين
ليس هناك أسهل من إلقاء اللوم على الآخرين والتنصل من مسؤولية أي فشل أو إخفاق يحدث في الشركة، فعبارات مثل: “إنه خطأ الفريق وليس لإدارتي أي مسؤولية فيما حدث” و”ما حدث كان بسبب خطأ في المعدات أو النظام” وغيرها من الحجج هي مؤشرات واضحة على افتقادك القدرة على معالجة الأخطاء والمشاكل وتحمل المسؤولية، رواد الأعمال الناجحون لديهم القدرة على الاعتراف بالخطأ وتحمل تبعاته دون حجج أو أعذار مهما كانت الأسباب.
المسألة تشبه تمامًا تحمل وزير في إحدى الحكومات مسؤولية حدث لم يكن له علاقة مؤثرة به، ما سنلاحظه في الدول أن المسؤول يبادر إلى تقديم استقالته دون تقديم مبررات قد تكون فعلًا مقنعة، هذا الأمر ناتج شعوره بالمسؤولية عن أي خلل يحصل داخل المؤسسة، وهذا ما يجب أن يفعله رواد الأعمال، ولا يقصد هنا تقديم استقالتهم عند حدوث مشكلة ما، لكن المطلوب منهم تحمل نتائج أي إخفاق كونهم المسؤولين عن كل ما يجري داخل الشركة.
اقرأ أيضًا: أفضل 15 فيلمًا يجب على كل رائد أعمال مشاهدتهم
2. التذمر والشكوى
“لقد التقيت بكبار قادة الأعمال في العالم، إنهم دائمًا متفائلون ومثابرون وإيجابيون، إذا لم يكن هناك مفر من الأنين فحوله لصالحك. فقد أسست شركة علي بابا كعلاج للشكوى المتواصلة من افتقار المصدرين داخل الصين إلى قنوات المبيعات العالمية” – جاك ما
غالبًا ما تتناسب المشكلات طرديًا مع مقدار الوقت التي تقضيه في الشكوى والتذمر، فكلما تذمرت أكثر من المشكلات سينصب كل تركيزك واهتمامك عليها، الأمر الذي سيجعلك تواجهها باستمرار. كرائد أعمال ناجح يجب عليك أن تتصرف دائمًا كقائد، ولن تستطيع تحقيق ذلك حينما تتقمص دور الضحية التي تشكو من الأوضاع والظروف والمشكلات. فمن سيتولى المسؤولية وتحمل القرارات ومواجهة الظروف إن كنت كرائد أعمال تتذمر وتشكو؟
من عواقب أخطاء رواد الأعمال الذين يتذمرون باستمرار أنهم قد يعانون مع الوقت من صعوبات في اتخاذ القرارات وحل المشاكل وتولي المهام، وذلك بسبب الضغط النفسي الناتج عن التذمر المتواصل. وهذا التذمر في الحقيقة هو أحد الأعراض الجانبية لعدم الثقة والشك في قدراتك الشخصية. من أجل هذا، عندما تواجهك مشكلة اقفز فورًا إلى الحلول وفكر في كيفية معالجتها بأنسب طريقة، فكر بالاحتمالات والوسائل الفعالة لحل المشكلة لا في الحديث عنها والشكوى منها.
3. الخوف من الموهوبين
يعتقد بعض رواد الأعمال أن توظيفهم لأشخاص موهوبين للغاية قد يؤثر على الطريقة التي يرغبون من خلالها إدارة أعمالهم، أو قد يضعهم في موقف محرج من خلال المقارنات، لذا فرائد الأعمال من هذا النوع يحاول بأي طريقة منع توظيف هؤلاء الأشخاص داخل المؤسسة، وفي حال لم يكن قرار التوظيف بيده فإنه يعمل على تقزيم قيمة عملهم.
هذا الأمر يؤشر على أنك رائد أعمال غير واع ومرتبك، ولا تصلح لشغل أي مناصب قيادية داخل الشركة، على عكس رواد الأعمال المميزين الذين يمتلكون مهارة عالية في التعامل مع الأشخاص الموهوبين وتوظفيهم بأفضل طريقة داخل المؤسسة وإعطائهم فرصة حقيقية لإظهار كل إمكاناتهم. وبالتالي حاول دائمًا أن تبحث عن بعض الموهوبين في المجالات التي تحتاجها وتُسند إليهم المهام، يُمكنك الاستعانة بالعديد من المنصات الخاصة بالتوظيف مثل مستقل للعثور على مستقلين متميزين في شتى المجالات.
4. الكسل
كونك رائد أعمال ومؤسس لشركة ما كبيرة كانت أم صغيرة، لا يعني أن تجلس على مكتبك في أثناء العمل لمشاهدة بعض المقاطع المضحكة على يوتيوب أو متابعة الشبكات الاجتماعية أو الحديث مع أصدقائك على الهاتف لترتيب إجازتك القادمة أو الاستمتاع ببعض الألعاب، هذا الكسل من أبرز أخطاء رواد الأعمال. هل تعرف النموذج المثالي لرائد الأعمال السيء؟ أن تبقى دون فعل أي شيء داخل الشركة، في حين ينغمس بقية الموظفين في إنجاز المهمات والعمل بجد ومثابرة.
رائد الأعمال الناجح ينبغي أن يكون قدوة في العمل والاجتهاد، إن كنت قد أنجزت مهامك فعلًا فمن الجيد أن تقدم المساعدة لأحد الموظفين المنغمسين في إنجاز بعض المهام بدلًا من إهدار الوقت في أثناء العمل بلا جدوى. اقرأ أيضًا: 12 من أفضل تطبيقات المال والأعمال التي يحتاجها رواد الأعمال.
5. الغطرسة
لا أحد يحب الأشخاص الذين يعتقدون أنهم على حق دائمًا أو يعتقدون أنهم لا يخطئون، فمثل هؤلاء الناس يشعرون أن الناس لا تعرف شيئًا ويتصرفون وفقًا لذلك. وفي الغالب يحتقر الموظفون داخل أي شركة المدير المتغطرس ولا يكنون له أي احترام، وبالتالي قد تتخيل حجم الأزمات التي ستنتج داخل شركة تُدار بالغطرسة. نجاحك أو تحقيقك لإنجازات متواصلة لا يعني أنك على حق أو صواب دائمًا، ورائد الأعمال الناجح ينصت لكل الاقتراحات ويدرسها بكل جدية ويناقشها مع الموظفين حتى إن امتلك رؤية مختلفة تمامًا.
من أبرز أخطاء رواد الأعمال خصوصًا في عالمنا العربي، أنهم يربطون النجاح والإنجاز بطريقة إداراتهم المستقبلية، فطريقة تعاطيك مع الموظفين والاستماع إلى الآراء سواءً من داخل الشركة أو خارجها لا يجب أن يرتبط بمدى المعرفة التي تدعي أنك تمتلكها أو بالإنجازات السابقة التي حققتها.
6. تجنب الابتكارات والتجديد
من أخطاء رواد الأعمال التي يقعون بها عند تأسيس شركة ناشئة أن حماسهم يكون في البدايات، ولكن ما إن تبدأ الشركة بتحقيق النمو والنجاح فلا يقومون بإضافة الجديد على منتجهم أو خدماتهم. ويعد عدم تجربتك لبعض التقنيات الجديدة أو شراء معدات جديدة أو توظيف مستقلين محترفين باستمرار أو عدم تفاعلك مع الأفكار والابتكارات الجديدة خطأ فادح في ريادة الأعمال. وفي يوم من الأيام لن تستطيع التفوق على المنافسين الذين ظهروا لك بوسائل وتقنيات جديدة ومبتكرة وبدأوا بتحقيق إنجازات غير مسبوقة، وحينها ستبدأ بالتفكير بما كان يجب عليك فعله قبل سنوات، لكنك حينها لن تملك سوى أن تشاهد وتتألم.